كشف اللواء (احتياط) إسحاق بريك في مقال تحليلي عن ما وصفه بـ"مناورة استراتيجية" يعدّ لها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تهدف إلى الانسحاب من محور "موراغ" في جنوب قطاع غزة، في خطوة اعتبرها تمهيدًا لإفشال صفقة تبادل محتملة مع حركة حماس، وإلقاء اللوم عليها لاحقًا.
وحسب ما نشر موقع "معاريف" اليوم الخميس، فقد قال بريك إن القيادة السياسية والعسكرية بدأت تدرك أخيرًا أن الجيش الإسرائيلي عاجز عن تحقيق أهداف الحرب في غزة، سواء بتحرير الأسرى أو القضاء على حماس.
وأضاف، أن هناك مؤشرات على نية (إسرائيل) التخلي عن مواقع كانت تعتبرها حتى وقت قريب "حيوية"، مثل محور "موراغ" ومشروع ما تسمى "المدينة الإنسانية" في رفح.
ووفق بريك، فإن هذا التحوّل ليس بالضرورة تمهيدًا لإنهاء الحرب، بل قد يكون مناورة تكتيكية تهدف إلى الظهور بمظهر المرونة أمام الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي، ولا سيما أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف كسب الدعم السياسي، قبل التراجع مجددًا واتهام حماس بتعطيل الاتفاق.
وأكد بريك أن (إسرائيل) تواجه أزمة غير مسبوقة على عدة جبهات، أبرزها النقص الحاد في القوات البرية، ما يحول دون القدرة على الانتشار الكامل على جبهات لبنان وسوريا والضفة الغربية والحدود مع مصر والأردن. كما حمّل الحكومة المسؤولية عن تدهور قدرات الجيش بفعل سنوات من الإهمال وتجاهل التحذيرات، قائلاً: "كل ما قلته منذ بداية الحرب، في لقاءاتي الستة مع رئيس الوزراء، يتحقق الآن".
وتطرّق اللواء المتقاعد إلى ما وصفه بـ"فقدان السيطرة في غزة"، مشيرًا إلى أن عملية "عربات جدعون" التي أطلقها رئيس الأركان إيال زامير لم تحقق أي تقدم ملموس، إذ لم يتم تحرير أي أسير، وسقط خلالها عشرات الجنود.
وحذّر بريك من خطورة "الفوضى الاجتماعية" المتفاقمة داخل (إسرائيل)، والتي يراها نتيجة مباشرة لسياسات نتنياهو، متهماً أنصاره بتبني مواقف غير عقلانية قائمة على دوافع أيديولوجية ودينية، ومساهمتهم في "تفكيك مؤسسات الدولة وتدمير أسس الديمقراطية".
وختم اللواء بريك مقاله بدعوة إلى التوقف عن الانجرار خلف "القوى الظلامية"، على حد تعبيره، والعمل الجماعي لإنقاذ (إسرائيل) من "الانهيار الحتمي" إذا ما استمرت القيادة الحالية في مسارها.

