قائمة الموقع

بين البقاء والابتزاز.. نتنياهو يشتري الوقت في مواجهة شركاء الائتلاف

2025-07-16T16:20:00+03:00
بين البقاء والابتزاز.. نتنياهو يشتري الوقت في مواجهة شركاء الائتلاف
فلسطين أون لاين

مع استمرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وضع العراقيل المتعمدة أمام المضي قدمًا نحو اتفاق لوقف العدوان على قطاع غزة وعقد صفقة تبادل، بهدف إرضاء شركائه من اليمين المتشدد، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين هددوا بالخروج من الحكومة في حال أي تنازل في صفقة تبادل محتملة، يعمل نتنياهو بشكل مستمر على تفادي الانهيار الحكومي من خلال إبقاء اليمين المتشدد ضمن ائتلافه، بامتناعه عن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار.

ويروج رئيس حكومة الاحتلال حملة تقديم وعودات لأعضاء ائتلافه قبل الذهاب لاتفاق خشية من انهيار الحكومة.

وتلقى نتنياهو صفعة قوية بعد اعلان حزب ديغيل هتوراه استقالته من الائتلاف الحكومي، حيث يملك 4 مقاعد بالكنيست وينضوي ضمن تحالف "يهدوت هتوراه" الحريدي، وذلك على خلفية أزمة قانون الإعفاء من التجنيد لليهود المتدينين (الحريديم).

ويقود نتنياهو ائتلافًا يمينيًا هشًا، يتكون من شخصيات متشددة أيديولوجيًا (مثل بن غفير وسموتريتش) الذين يرون أي اتفاق مع حماس نوع من "الاستسلام"، إضافة إلى أنهم هددوا عدة مرات بالانسحاب من الحكومة، وهو ما كان سيسقطها.

وأظهرت تسريبات صحفية أن نتنياهو تعمد تأجيل توقيع الصفقة عدة مرات، لاحتواء غضب شركائه، حتى تمكن من "تسويقها" داخليًا كاتفاق يحقق مصالح أمنية لا إنسانية.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي مخيائيل عوض أن نتنياهو يعد "مناورًا بارعًا وكذابًا محترفًا"، يستخدم المماطلة والخداع وإطلاق الوعود الوهمية كأدوات لإطالة عمر حكومته وضمان بقائه في السلطة.

وقال عوض لصحيفة "فلسطين": إن "كلًا من بن غفير وسموتريتش هما أدوات في يد نتنياهو، ومن صناعته، مشيرًا إلى أنه يوظفهما للتهويل والتشدد السياسي والميداني، بما يخدم مصالحه الشخصية والسياسية، خصوصًا في ظل الضغط الداخلي والدولي المتزايد عليه.

وأضاف أن نتنياهو سيواصل محاولات التضليل والمراوغة حتى دخول الكنيست في عطلته الصيفية، حيث يسعى لاستغلال هذه الفترة لتوجيه ضربة سياسية أو ميدانية تُعزز موقعه.

وأوضح عوض أنه لا يراهن على مصداقية أي من أركان الحكومة الإسرائيلية الحالية، سواء بن غفير أو سموتريتش أو حتى نتنياهو نفسه، معتبرًا أنهم يشكلون ركائز مشروع العدوان المستمر، والحرب المفتوحة على الفلسطينيين، ويقفون خلف مخططات تصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك تهجير السكان وتفريغ الأرض من أصحابها.

وبين أن مشكلة نتنياهو مع الأحزاب الحريدية باتت أزمة وازنة، خاصة فيما يتعلق بقضية تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يدفعه للمناورة والمماطلة.

وقال عوض إن نتنياهو يطلق وعودًا فارغة ويماطل في اتخاذ قرارات حاسمة، في محاولة منه لتمرير الوقت وكسب مزيد من الأسابيع، مشيرًا إلى أن كلاً من نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحاجة لمزيد من الوقت حتى تتضح أمامهم الصورة، ويقيّموا قدراتهم وتحالفاتهم ضمن المخطط الأشمل لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أن الرهان الحقيقي لا ينبغي أن يكون على هؤلاء الزعماء، بل على "أبطال غزة الأساطير"، كما وصفهم، وعلى ضرباتهم الإبداعية والمتقنة التي أربكت حسابات الاحتلال، وكذلك على مقاومة الضفة الغربية، التي أكد أنها تشكل عنصرًا حاسمًا في تبديد أوهام نتنياهو وتعرية مشروعه.

وشدد عوض على أن الأمل معقود على صمود وإبداع المقاومين في الميدان، داعيًا إلى مواصلة المقاومة بكل الوسائل لوقف المخططات الهادفة إلى طمس القضية الفلسطينية.

 من جانبه، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي شادي الشرفا أن نتنياهو يتعمد إخفاء تفاصيل صفقة التبادل عن شركائه في الائتلاف الحكومي، حفاظًا على حساباته السياسية الخاصة.

وقال الشرفا لـ"فلسطين" إن "نتنياهو يعمل في هذه المرحلة على إقناع بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" الذي يمتلك 6 مقاعد، بالبقاء في الائتلاف، من خلال تقديم تنازلات سياسية وعطايا ملموسة".

وأكد الشرفا أنه من الصعب جدًا توقع خروج سموتريتش أو إيتمار بن غفير من الحكومة في حال تحقق تقدم ملموس في ملف الصفقة، موضحًا أن الاستيطان في الضفة الغربية يشهد تقدمًا واسعًا، وقد يقايض سموتريتش بقاءه في الحكومة بمزيد من التوسع الاستيطاني بدلًا من الانسحاب.

وأشار الشرفا إلى أن نتنياهو يمارس المناورة السياسية بمهارة، وقد يوافق لاحقًا على مطلب سموتريتش استئناف العدوان بعد 60 يومًا من تنفيذ الصفقة، كخيار لمنع انهيار الائتلاف الحكومي الذي يعتمد عليه في بقائه السياسي.

 

 

اخبار ذات صلة