فلسطين أون لاين

الهدنة لا تعني الاستهتار الأمني

...
الهدنة لا تعني الاستهتار الأمني
أحمد أبو زهري

ونحن على أعتاب هدنة ربما تكون قريبة إن توفرت كل ظروف إنجاحها، نستذكر كثير من المواقف التي أدت لاغتيال قيادات وكوادر من المقاومة، ويمكن أن تتكرر مرة أخرى، إذ أن الاحتلال يستغل فترات الهدنة لتكثيف الجهد الاستخباري في محاولة منه للوصول لأهداف نوعية جديدة منها: " قيادات وكوادر ونشطاء المقاومة، وأماكن تخزين للأسلحة، ومعرفة مداخل جديدة للأنفاق، وتحديد أماكن لتواجد كوادر حكومية، والاطلاع على مختلف نقاط الانتشار للقوى الأمنية ..الخ"، مجمل هذه الاهداف قد لا تكون متاحة أمامه في وقت الحرب لكنها قد تتوفر وتكون متاحة في ظل فترة الهدوء حتى لو كان مؤقت.

وبالتالي فإن الهدنة تمثل أيضا فرصة وكنز استراتيجي له لتحديث بنك الأهداف أيضا؛ لأنه في كل مرة يريد العودة للعدوان على غزة، لذلك هو يستمر في جهده الأمني والاستخباري ويبقى جاهز للانقضاض (وقت الذروة)؛ بمعنى حين تتهيأ له الظروف سواء كان ذلك نيته لخرق الهدنة، أو استعداده لشن الهجمات الجوية أو البرية حال انتهاء المدة المتفق عليها، ويخدمه في ذلك حال الارتخاء الأمني وانتهاء جزء من التدابير الأمنية الاحترازية، وشعور بعض الكوادر والنشطاء بالأمان نسبيا وبدء التحرك العلني، ومنها استخدام المركبات أو العودة لاماكن السكن، أو الظهور عبر وسائل الاعلام، أو اتخاذ اماكن للعمل تكون معروفة ومكشوفة أمام العامة.

وهذا ما سبب كارثة في أكثر من مناسبة ورتب نتائج مأساوية وتسبب بخسائر فادحة في الكوادر البشرية وفي المقدرات، يأتي ذلك على الرغم من كل التوجيهات والنصائح والتحذيرات التي ترد من جهات مختلفة سواء كانت من أمن المقاومة أو من الجهات الأمنية في الحكومة، وبالتالي فإن مسؤولية عدم تكرار هذا السيناريو يقع على الجهات الرسمية المسؤولة بصورة عامة وأيضا على الأفراد بصورة خاصة، كون المؤسسة مسؤولة عن التوجيه والمتابعة وتفعيل الرقابة، والأفراد تقع عليهم مسؤولية مباشرة في مراعاة الأمن الشخصي وبذل العناية المطلوبة لتفادي الوقوع في أخطاء الماضي.

وبالتالي فإن المسؤولية الوطنية والأمنية والأخلاقية تحتم مراعاة التالي:

أولا: وضع خطة أمنية متكاملة من المؤسسة الرسمية يتم تنفيذها على جميع الكوادر والعاملين والاستمرار في العمل ضمن حالة الطوارئ المعتادة وإصدار توجيهات صارمة بضرورة التقيد بتفاصيل هذه الخطة وتفعيل الجهات الرقابية لضمان التنفيذ الدقيق وتفادي حدوث أخطاء والاستمرار في تصويب الأداء على الأرض.

ثانيا: إصدار توجيهات عاجلة وبطرق مختلفة من خلال أمن المقاومة لكافة الكوادر والنشطاء بمراعاة أقصى درجات الحذر والاحتياط اللازم والاستمرار في ممارسة الاعمال تحت غطاء السرية وعدم الانكشاف أمام منظور الطائرات ومراعاة التخفي والتواري عن الأنظار قدر المستطاع.

ثالثا: عدم استخدام المركبات بصور كاملة وايجاد بدائل مناسبة من الوسائل المتاحة وإن كانت هناك ضرورة لذلك عدم استخدام السيارات الخاصة أو المعروفة للعدو والتحرك دون اثارة الشبهة وتجنب استخدام الجوالات واي وسائل تقنية حديثة بأي صورة كانت.

المصدر / فلسطين أون لاين