كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" استنادًا إلى تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن مجموعة من مقاتلي كتائب القسام سيطروا على قاعدة البحث والتطوير العسكرية في منطقة "إشكول"، جنوب الأراضي المحتلة، خلال عملية طوفان الأقصى، وسط أداء مرتبك وفاشل لجنود الاحتلال الذين فرّوا من مواقعهم واختبأوا في غرفة الطعام والملاجئ.
ووفق التحقيق الرسمي، الذي نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء، فإن نحو 35 مقاتلًا فلسطينيًا فقط حاصروا أكثر من ثلاثين جنديًا إسرائيليًا من لواء "غولاني"، وتمكنوا من اقتحام القاعدة والسيطرة على منشآتها، بينما اختفى الجنود الإسرائيليون داخل الملاجئ ولم يبادروا للدفاع لا عن القاعدة ولا عن المستوطنات القريبة.
القسام يقتحم... والاحتلال يختبئ
التحقيق الإسرائيلي يؤكد أن القتال بدأ حوالي الساعة 6:30 صباحًا، عندما رصدت طائرات مسيرة تابعة للمقاومة هدفها، تزامنًا مع تقدم عشرات المقاتلين الفلسطينيين نحو القاعدة على متن دراجات نارية. ومع أول صدام، اندفع جنود الاحتلال إلى داخل غرفة الطعام خشية المواجهة، بينما واصل المهاجمون التقدم دون مقاومة تُذكر.
المقاتلون الفلسطينيون ركّزوا هجومهم على نقاط التمركز الحيوية، وأطلقوا قذائف RPG والرشاشات، وسيطروا على المعسكر بالكامل لساعات طويلة، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الهجمات على قواعد الاحتلال.
جيش الاحتلال يعترف: لم نكن مستعدين
اعترف جيش الاحتلال في تحقيقه بأنه لم يكن مستعدًا لمثل هذا الهجوم النوعي، ولم يمتلك خطة دفاعية ولا تشكيلًا عسكريًا مناسبًا لصد الاقتحام، ما دفع بالحراس والجنود إلى التخلي عن مواقعهم والدخول إلى "أماكن محمية".
وذكر التحقيق أن القوة الإسرائيلية لم تتحرك لحماية المستوطنات المجاورة رغم بلاغات مؤكدة عن تسلل أكثر من 100 مقاتل فلسطيني إلى القطاع، مما كشف حجم الصدمة والانهيار في منظومة الردّ العسكري الإسرائيلية.
المقاومة أحرجت جيشًا يُوصف بالأقوى
امتدت سيطرة القسام على القاعدة حتى الساعة العاشرة صباحًا على الأقل، بحسب اعتراف الاحتلال، فيما وصلت التعزيزات متأخرة بعد انسحاب المقاومين. وخلال ساعات الاقتحام، سقط أربعة قتلى من جنود الاحتلال وأُصيب 17 آخرين، بينما لم يُعرف بدقة عدد الشهداء من صفوف المقاومة.
التحقيق الإسرائيلي، الذي استغرق تسعة أشهر، استند إلى تسجيلات صوتية ومرئية ومقابلات، لكنه خلص إلى أن الجيش لم يكن مجهزًا لمواجهة "هجوم من هذا النوع"، في إشارة إلى قدرة المقاومة الفلسطينية على التخطيط والتفوق ميدانيًا رغم الفارق الكبير في العتاد.

