قال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة، إن السفينة حنظلة “تدير ظهرها لعالم قَبِل السكوت، واكتفى بمشاهدة معاناة أهلنا في قطاع غزة، وتصرّ على التمرد على الظلم”.
وأكد بيراوي، في تصريحات صحفية، أمس الأحد، أن السفينة حنظلة “تتحدى الأمواج وتتحدى مواقف الحكومات التي قبلت الفرجة على قتل أهل قطاع غزة وتجويعهم وحرمانهم من أساسيات الحياة”.
وانطلقت السفينة حنظلة، التابعة لتحالف أسطول الحرية، ظهر أمس الأحد، من ميناء سيراكوزا الإيطالي باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وشدد بيراوي على أن تحرك السفينة حنظلة جاء “لكسر حالة التطبيع مع الحصار على أهلنا في غزة”، واصفا السفينة بأنها “صغيرة في حجمها لكنها كبيرة في رسالتها”.
وأشار إلى أنه على الرغم من الجرائم التي ترتكب بحق المتضامنين الدوليين مع غزة وبحق هذه السفن التي تعرضت للخطف واعتقال من عليها من ناشطين، فإن كل هذا لن يرهب المتضامنين مع غزة.
وأضاف بيراوي، "سوف نستمر في تسيير هذه السفن بغض النظر عن النتائج”، موضحا أن الهدف “ليس فقط الوصول لقطاع غزة وتقديم مساعدات، بل هناك رسالة سياسية وإعلامية كبيرة لهذه السفن تهم المتضامنين”.
وعن الرسائل الهامة التي تحملها السفن التي تهدف لكسر الحصار عن قطاع غزة قال بيراوي إنها “تبعث رسالة للاحتلال أن جرائمه لن توقف المتضامنين مع غزة، حتى لو سكتت الحكومات، وحتى لو تم اعتقال المتضامنين، وحتى لو تم الاستيلاء على هذه السفن”.
وتابع “المخاطرة الحقيقية هي السكوت على هذه الجريمة وألا يكون الإنسان إنسانا يستطيع أن يكون مع المظلوم على الظالم”.
وشدد على أن الدافع لدى جميع المتضامنين، بمن فيهم متقدمون في السن، هو “الإحساس بالمسؤولية الذي انعدم بين مسؤولي العالم أجمع، الذين يكتفون بتوصيف المشكلة، والحديث عنها في البيانات السياسية، دون التقدم خطوة واحدة للعمل على كسر هذا الحصار”.
وأضاف “نحن بهذه الممارسة المستمرة نبذل جهدنا، وهو جهد المقل، ولا نحاسب على النتيجة بل نحاسب على العمل”.
وأردف قائلا “نتمنى أن تؤدي هذه التحركات إلى حراك عالمي أكبر وأضخم يكون أكثر تأثيرا على السياسات في العالم، وأكثر ضغطا على الاحتلال لوقف هذه الجرائم”.
وأوضح “نقوم بعملنا لأن الحكومات لا تقوم بعملها في الضغط على الاحتلال لوقف الحصار والقتل والتجويع على قطاع غزة، وكلها جرائم حرب، لكن تكتفي الحكومات بالفرجة عليها”.
وأكد بيراوي “لن نتوقف عن إسناد غزة لأن هذا واجبنا طالما الحصار قائم، وطالما جرائم الإبادة مستمرة”، موضحا أن “ما ندفعه من أثمان لا يساوي شيئا بالنظر إلى ما يتحمله أهلنا في غزة”.
وأشار إلى التأثير الإعلامي الكبير الذي حظيت به السفينة مادلين، التي تعرضت للخطف من قبل الاحتلال، وتوقع أن السفينة حنظلة “سوف تؤدي لحراك شعبي عالمي لكي تخرج عشرات السفن، وتصبح انتفاضة دولية تؤدي لكسر الحصار ووقف حرب الإبادة على غزة”.
وأخدت السفينة اسمها من شخصية "حنظلة" التي تعد أيقونة فلسطينية رمزية ابتكرها الفنان الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي عام 1969، وتُعتبر رمزاً للصمود والمقاومة الفلسطينية.
ويُجسد حنظلة طفلاً في العاشرة من عمره، يقف مكتوف اليدين ويدير ظهره للعالم، معبراً عن رفضه للظلم والتطبيع مع الحلول السياسية التي لا تحقق العدالة للفلسطينيين.
استوحى ناجي العلي اسم "حنظلة" من نبات الحنظل الصحراوي المعمّر ذي الثمرة المرة والجذور العميقة والذي يعاود النمو حتى لو قُطع، مما يرمز إلى صمود الشعب الفلسطيني وقوّته رغم المعاناة والتهجير.
يُمثل حنظلة الطفل اللاجئ الفلسطيني الذي غادر وطنه عام 1948 خلال النكبة، وهو في سن العاشرة، وهي السن التي كان عليها ناجي العلي حين هُجر.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.