عادت بلدة بيتا، الواقعة جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلى واجهة المشهد من جديد، من خلال تصدّيها لاعتداءات المستوطنين ودفاعها المستميت عن أراضيها.
ومنذ أيام، تشهد البلدة مواجهات عنيفة بين الشبان والمستوطنين الذين يهاجمونها تحت حماية جيش الاحتلال، ما يعيد إلى الأذهان صور المقاومة الشعبية التي لطالما شكّلت بيتا رمزًا لها.
فمنذ عام 2021، تحوّلت بيتا إلى ساحة مواجهة شبه يومية، لا سيما بعد محاولات الاحتلال والمستوطنين إقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، أحد أبرز معالم البلدة الزراعية.
ومع كل محاولة تهويدية، يهبّ الأهالي ـ صغارًا وكبارًا ـ للتصدي بكل ما أوتوا من قوة، ما جعل البلدة هدفًا دائمًا للاعتداءات الإسرائيلية.
وتأخذ هذه الاعتداءات أشكالًا متعددة: إحراق للأراضي الزراعية، وتحطيم ممتلكات، ورشق بالحجارة، وحتى إطلاق الرصاص الحي على المنازل والمزارعين، وكل ذلك تحت غطاء من قوات الاحتلال، التي تحاصر البلدة وتغلق مداخلها خلال المواجهات.
مقاومة شعبية متواصلة
يؤكد محمد حمدان، أحد نشطاء البلدة، أن سكان بيتا عادوا لمواجهة المستوطنين والتصدي لهم بكل ما يستطيعون.
وقال لصحيفة "فلسطين": "الناس تستخدم الآن أدوات شعبية للمقاومة، من خلال ملاحقة قطعان المستوطنين، وإحراق خيامهم، ورشقهم بالحجارة."
ويضيف: "بيتا معروفة كرمز لمواجهة المستوطنين، وقد استخدمت في الفترات الماضية أدوات مثل الإرباك الليلي، والأضواء القوية، والصفارات، والطبول لإزعاج المستوطنين على جبل صبيح، ما ساهم في إفشال عدة محاولات لبناء بؤر استيطانية."
ويوضح أن الأهالي شكلوا لجانًا شعبية تنسق جهود التصدي للاقتحامات، وتوثق الاعتداءات، وتعمل على تحريك الملف في الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية.
كما يتم تنظيم حملات لزراعة الأراضي المستهدفة لتثبيت صمود الأهالي فيها، ومواجهة محاولات تهجيرهم القسري.
وحدة شعبية
من جهته، أكد الناشط أحمد دويكات أن تجدد المواجهات في بيتا جاء ردًا على تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد السكان والمزارع.
وقال: "بيتا ليست مجرد بلدة فلسطينية صغيرة، بل أيقونة للصمود في وجه الاحتلال والاستيطان، وعودتها للمواجهة ستُحرّك الجميع ضد المستوطنين."
وأشار إلى أن وحدة بيتا الشعبية، ومقاومتها المتواصلة، أثبتت أن الإرادة الجماعية قادرة على إفشال مشاريع التهجير، رغم التضحيات والخسائر.
وأوضح أن الأهالي يعيدون تنظيم صفوفهم تدريجيًا، ويستعدون لجولة جديدة من المواجهات الشعبية، لملاحقة المستوطنين وطردهم من أراضيهم.
وختم بالقول: "أهالي بيتا يتجمعون في نقاط مركزية، ويشكّلون قوة شعبية موحدة، لمواجهة المستوطنين ليلًا ونهارًا."

