ضجَّت وسائل الإعلام العبري، صباح اليوم الثلاثاء، بتداول تفاصيل الحدث الأمني الصعب الذي أوقع جنود الاحتلال قتلى وجرحى في بيت حانون شمال قطاع غزة، وسط صدمةٍ واستياء كبير من أداء جيش الاحتلال وصمت الحكومة التي اتُهمت بإرسال الجنود إلى "كمائن الموت" تحت العبوات النَّاسفة.
ومن جهته، تساءل المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال دورون كدوش مصدومًا: كيف نجحت مجموعة مسلحة في الوصول إلى هذه المنطقة، وزرع أربع عبوات ناسفة بينها عبوة بتفجير عن بُعد، دون أن يتم كشفها، رغم أن المنطقة تُعد ضمن "السيطرة الكاملة" للجيش الإسرائيلي؟
وقال، إنَّ هناك ثلاث ملاحظات إضافية حول كمين بيت حانون الذي قُتل فيها خمسة جنود من الجيش، "وفقًا لجميع القادة الكبار في غزة، يُعتبر تهديد العبوات الناسفة هو التهديد الأول لقواتنا في القطاع"، لافتًا إلى أنَّ أكثر من 70% من قتلى المناورة في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة قُتلوا نتيجة للعبوات.
وأضاف "27 من أصل 38 قتيلًا منذ استئناف القتال في قطاع غزة في شهر مارس. العبوات تُستخدم بشكل أساسي في مسارين رئيسيين: كمائن عبوات على الطرق أوقعت 19 قتيلًا)، ومبانٍ مفخخة أوقعت 6 قتلى".
وتابع، "يُلاحظ الجيش في الأسابيع الأخيرة مزيدًا من الجرأة لدى مقاتلي حماس، يخرجون من الأنفاق ومن بين الأنقاض، يقاتلون، ويتركون كمائن ويطلقون النار منها، رغم علمهم أن ذلك يزيد من احتمال انكشافهم".
وأكد كدوش، أنَّ بعض الكمائن البارزة التي قتل فيها جنود مؤخرًا في غزة تميزت بأن المهاجمين لم يغادروا المكان بعد تنفيذ العملية، بل بقوا وواصلوا الاشتباك، حتى مع قوات الإجلاء، في محاولة منهم لزيادة الإنجاز من وجهة نظرهم. وبالطبع، فإن التصوير هو جزء لا يتجزأ من ذلك، وهو دون شك يُعتبر جزءًا من الهدف المطلوب بالنسبة للمنفذين: إنتاج تصوير عالي الجودة، أحيانًا من زوايا متعددة، للحادثة، لكي تتمكن حماس من نشر التوثيق لأغراض الدعاية.
وأكمل، "الملاحظة الأخيرة: بيت حانون، البلدة الغزّية التي تبعد أقل من 3 كيلومترات عن مدينة سديروت، بلدة عمل فيها الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا، وقد نُفذت فيها عشرات العمليات. بيت حانون احتُلت عدة مرات في كل عملية عسكرية جرت خلال العامين الأخيرين شمال القطاع. إلا أن أمرين حدثا في بيت حانون خلال العامين الماضيين: في كل مرة ينسحب فيها الجيش، يعود المسلحون. وحتى خلال العمليات والقتال في المنطقة رصد الجيش أن حماس تعزز المنطقة، على ما يبدو باستخدام أنفاق تحت الأرض".
وأوضح المراسل العسكري أنه على الرغم من عمليات التطهير فوق الأرض، تواصل حماس ضخ قوات ومجموعات قتالية من تحت الأرض. وبهذه الطريقة، نجحت حماس في الحفاظ على بيت حانون كمركز قتال نشط ومتواصل لفترة طويلة.
وعقب مقتل 5 جنود، أفاد موقع القناة 7 العبرية، بسقوط 888 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب، 446 منهم قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، بينهم 39 قتلوا منذ استئناف القتال في مارس 2025.
وفي داخل حكومة الاحتلال، قالت زعيمة حزب ميرتس السابقة، زهافا غالؤون، إنَّ 5 جنود آخرين قُتلوا شمال قطاع غزة. كفى، يجب إنهاء هذه الحرب. اخرجوا من غزة، حرروا جميع الأسرى، أوقفوا سفك الدماء.
وأمَّا زعيمة حزب العمل السابقة، ميراف ميخائيلي، فقد بعثت رسالةً إلى نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب في غزة بصفقة أسرى فورًا.
ومن جهته، علَّق زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان بالقول، إنَّ "حكومة نتنياهو ترسل أفضل أبنائنا للقتال ضد مسلحين أصبحوا أقوى وأكثر تجهيزًا. هذه الحكومة خطر حقيقي على أمن إسرائيل، ويجب أن ترحل فورًا".
وأفادت عضو الكنيست ميراف بن آريـ بأنّ جنود الاحتلال يقتلون في نفس الساحة التي تم احتلالها عدة مرات. بدلًا من أن يقف الوزراء، ويدعمون رئيس الأركان وينهوا الحرب يواصلون زرع الذعر والهلع من "7 أكتوبر جديد".
وعقب مقتل 5 جنود، أفاد موقع القناة 7 العبرية، بسقوط 888 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب، 446 منهم قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، بينهم 39 قتلوا منذ استئناف القتال في مارس 2025.
وصباح اليوم، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنَّ عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر.
وأكد أبو عبيدة في تغريدة عبر منصة "تيلجرام"، اليوم الثلاثاء، أنَّ معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون.
وشدد على أنَّ صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع.
ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.