فلسطين أون لاين

"القيادة الإسرائيلية لا ترى الانهيار".. استنزاف في الجبهة وتخبُّط في القرار!

...
القيادة الإسرائيلية لا ترى الانهيار: استنزاف في الجبهة وتخبُّط في القرار
ترجمة عبد الله الزطمة

كشفت عملية خان يونس الأخيرة، التي أدت إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين، عن أزمة عميقة في أداء الجيش الإسرائيلي وسلسلة القيادة السياسية والعسكرية على حد سواء. فعقب 629 يومًا من القتال المستمر، يبدو الجيش الإسرائيلي منهكًا، في حين تغيب لدى القيادة رؤية استراتيجية واضحة للخروج من المستنقع.

ووفق ما نشر موقع "معاريف" العبري، اليوم الخميس، فإنه في العملية الأخيرة، تمكن مسلح فلسطيني من الوصول إلى ناقلة جند مدرعة من طراز "بوما" وإلقاء عبوة ناسفة داخلها، ما أدى إلى مقتل ضابط وستة جنود من سلاح الهندسة. وأظهر مقطع مصور للحادث هشاشة البنية القتالية والتقنية للوحدات العاملة في قطاع غزة.

إخفاق على جميع المستويات

الحادثة لم تكن معزولة، بل تمثل نتيجة لفشل منهجي مستمر. فالجيش أرسل وحدات قتالية إلى الميدان دون أنظمة مراقبة وحماية مناسبة، وبمعدّات لم تُحدّث منذ سنوات. ويشير مراقبون إلى أن القيادات العسكرية العليا، من رئيس الأركان إيال زامير إلى قادة الفرق، لم ينجحوا في تجهيز القوات لمواجهة تحديات ساحة القتال الحديثة.

حرب بلا نهاية

إن الواقع في غزة يبدو قاتمًا. فمنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات واسعة في جباليا، ورفح، وخان يونس، من دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة. وتشير التقديرات إلى أن فرقًا كاملة، مثل 143 و162، ووحدات كجفعاتي واللواء 401، تخوض معارك شبه يومية منذ قرابة عامين.

وقد أدى ذلك إلى استنزاف غير مسبوق في صفوف الجنود، سواء النظاميين أو جنود الاحتياط. تفاقمت الإصابات العملياتية، وانخفضت الكفاءة القتالية، وسط تراجع في الحافزية، ورغبة متزايدة في التقاعد أو ترك الخدمة.

فراغ سياسي واستمرار التخبط

في المقابل، تواصل القيادة السياسية، وتحديدًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس تجاهل الواقع الميداني، بينما تنشغل بحسابات ائتلافية وانتخابية. ولا تزال الحكومة تفتقر إلى خطة خروج من غزة، في ظل تكرار العمليات في ذات المواقع، من دون تغيّر جذري في المعطيات على الأرض.

ويصف ضباط بارزون هذا الوضع بـ"الحرب إلى اللا مكان" – صراع يُعاد فيه إرسال الجنود إلى جبهات استُهلكت، في محاولة لشراء الوقت سياسيًا لا أكثر. وترتبط هذه الحسابات برفض أحزاب يمينية، مثل "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، عقد صفقة لإعادة الأسرى، ما يطيل أمد الحرب ويزيد كلفتها البشرية.

الجيش على مفترق طرق

في اجتماع أمني يعقد مساء اليوم، من المرتقب أن يعرض رئيس الأركان صورة الوضع الميداني وتداعيات استمرار القتال من دون أفق سياسي. ورغم ما يُعدّ إنجازًا أمام إيران، إلا أن الواقع في غزة يُظهر أن (إسرائيل) تخوض حربًا مفتوحة، من دون هدف محدد، ومن دون استعداد حقيقي لتحمل الثمن الاستراتيجي أو الإنساني على المدى البعيد

المصدر / ترجمة فلسطين اون لاين