قائمة الموقع

طعمة لـ "فلسطين": الضَّربة العسكريَّة الأمريكيَّة لمنشآت إيرانيَّة تنذر بانفجار إقليميّ

2025-06-23T19:53:00+03:00
طعمة لـ "فلسطين": الضَّربة العسكريَّة الأمريكيَّة لمنشآت إيرانيَّة تنذر بانفجار إقليميّ
فلسطين أون لاين

حذر الباحث في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط توفيق طعمة، من أن تداعيات الضربة العسكرية الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية ستكون "خطيرة للغاية"، قد تفتح الباب أمام تصعيد عسكري شامل، وانهيار كامل للمسار الدبلوماسي، ويزيد من حدة الانقسام الدولي، في ظل احتقان إقليمي وغياب الأفق السياسي.

وقال طعمة في حديث خاص لصحيفة "فلسطين": إن "إيران لن تمرر هذا الهجوم دون رد"، متوقعا أن يشارك في الرد المنطقة حزب الله في لبنان، وجماعة أنصار الله في اليمن، متوقعا كذلك استهداف مباشر للمصالح والقواعد الأميركية في دول عربية عدة.

وأضاف: "هذا يعني اشتعال عدة جبهات دفعة واحدة ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية".

وبحسب طعمة، فإن الاتفاق النووي الإيراني "انهار تمامًا"، ولا أفق للعودة إليه في المستقبل القريب. وتابع: "إيران الآن لن تلتزم بأي بنود، ومن المرجح أن تعيد بناء منشآتها النووية بوتيرة متسارعة وبدون أي إشراف دولي".

وأشار إلى أن الضربة الأميركية جاءت بدون تنسيق مع الحلفاء الأوروبيين مثل فرنسا وألمانيا، ما أحدث شرخًا داخل التحالف الغربي، حيث انتقدت العواصم الأوروبية العملية، لكنها لم تتمكن من اتخاذ موقف عملي، نظرًا لمباغتة القرار الأميركي. وقال: "هذه الحادثة ستُعمق من هشاشة التحالفات، وتزيد من التوتر بين واشنطن وأوروبا".

تداعيات خطيرة

في الجانب الاقتصادي، حذر طعمة من تداعيات خطيرة على أسواق الطاقة والتجارة الدولية، في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، أو حال نفذ الحوثيون تهديداتهم بإغلاق ممرات البحر الأحمر.

وأوضح: "نحو 20% من صادرات النفط العالمية تمر عبر هرمز، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط، ويهدد بعودة الاقتصاد العالمي، بما فيه الأميركي، إلى حالة ركود".

غضب أمريكي داخلي

أما على الساحة الداخلية الأميركية، فقد رأى طعمة أن قرار ترامب بالتصعيد العسكري "كسر وعده الانتخابي بعدم خوض حروب جديدة"، ما سيؤدي إلى "غضب شعبي واسع، خصوصًا من القاعدة التي أوصلته إلى البيت الأبيض". كما أشار إلى مطالبات داخل الكونغرس بمساءلة ترامب قانونيًا، بسبب تنفيذ الهجوم دون العودة إلى المجلس كما ينص الدستور الأميركي.

ورأى طعمة أن السبب الجوهري وراء القصف هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، نظرًا لاعتباره تهديدًا مباشرًا لأمن (إسرائيل) ودول الخليج، بل وللنظام العالمي برمته، بحسب تعبيره.

وأضاف أن الضغط الإسرائيلي المتواصل على واشنطن كان حاسمًا في اتخاذ القرار، خاصة في ظل فشل المسار الدبلوماسي خلال الأشهر الأخيرة، حيث انتهت المهلة التي منحها ترامب للتفاوض بدون التوصل إلى اتفاق، بسبب "الشروط التعجيزية" المفروضة على إيران، والتي وصفها طعمة بأنها "تهدف لإذلال طهران وجعلها توقع وثيقة استسلام سياسي".

حرب شاملة

إلى ذلك يعتقد طعمة أن اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط "أصبح احتمالًا واقعيًا"، لكنه ربط ذلك بشكل مباشر بمدى وحجم الرد الإيراني.

وأوضح أن استهداف القواعد الأميركية المنتشرة في الدول العربية سيعني بالضرورة إشعال المنطقة، خصوصًا إذا اعتبرت هذه الدول أن مصالحها السيادية مستهدفة.

وتحدث عن "احتمال وجود تفاهمات غير معلنة" حول طبيعة الرد المتبادل لضمان عدم التصعيد. لكنه في الوقت نفسه حذر من أن رئيس حكومة الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو قد يسعى لتوريط الولايات المتحدة في مواجهة طويلة، وهو ما يسعى له منذ سنوات، حسب تعبيره.

ورغم حساسية الموقف، أكد طعمة أن حكومة نتنياهو لا تزال "متماسكة وقوية"، وتحظى بدعم واسع من المعارضة الإسرائيلية نفسها، التي أيدت الضربات ضد إيران. وقال: "في (إسرائيل) هناك إجماع على ضرب إيران، لكن إذا استمرت المواجهة وطال أمدها، وقل الدعم الأميركي، قد تبدأ أصوات معارضة داخل (إسرائيل) بالمطالبة بوقف الحرب".

وتطرق طعمة إلى تحذيرات بعض الدول من أن تصعيد (إسرائيل) تجاه إيران قد يكون بوابة لمزيد من "الانفلات" العسكري في الإقليم. وقال: "إذا شعرت (إسرائيل) بانتصار ما على إيران، فستفتح شهيتها لمهاجمة دول أخرى مثل سوريا، تركيا، وباكستان".

ولفت إلى أن باكستان، رغم علاقاتها المعقدة مع طهران، أعلنت استعدادها للدفاع عنها حال شاركت واشنطن في الحرب، وهو ما يشي ببوادر اضطراب إقليمي واسع النطاق.

وختم طعمة بالإشارة إلى أن ترامب منح إيران مهلة أسبوعين للعودة إلى طاولة المفاوضات، "لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المهلة جادة، أم مجرد مناورة سياسية"، خصوصًا في ظل الانقسامات داخل الإدارة الأميركية والكونغرس، والضغوط الدولية والمحلية المتزايدة على واشنطن.

وقال: "ترامب لا يمكن التنبؤ به، قراراته مفاجئة، وقد يتراجع فجأة كما قد يصعّد فجأة، كل الاحتمالات مفتوحة في الأيام القادمة".

اخبار ذات صلة