كشف تقرير لمختبر "سيتزين لاب" الكندي المتخصص في الأمن السيبراني عن استخدام برمجية تجسس إسرائيلية طوّرتها شركة "باراغون" لاختراق هواتف صحفيين ومعارضين في إيطاليا، في قضية تتفاعل داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأوروبية.
ووفق ما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية، طالت الهجمات الرقمية هاتف سيرو بيليجرينو، رئيس مكتب نابولي في موقع FanPage.it الاستقصائي، إلى جانب هاتف صحفي أوروبي بارز رفض الكشف عن هويته. وتُشير التحقيقات إلى علاقة الاختراقات بالصحفي فرانشيسكو كانسيلاتو، الذي تعرّض لهجوم سيبراني مماثل في وقت سابق هذا العام، ما يثير شبهات باستهداف منتقدي حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
ورغم عرض شركة "باراغون" التعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيق، رفضت روما ذلك بدعوى "الحفاظ على الأمن القومي"، بحسب الصحيفة.
وأظهر تحليل "سيتزين لاب" تطابق البصمة الرقمية للجهة التي اخترقت هواتف بيليجرينو وكانسيلاتو، مما يعزز فرضية وجود جهة واحدة تقف وراء العمليتين.
ويذكر أن بيليجرينو يتمتع بعلاقة وطيدة ويعد من الأصدقاء المقربين لضحية الاختراق السابق في فبراير/شباط الماضي فرانشيسكو كانسيلاتو الذي كانت مؤسسته الإخبارية تنتقد حكومة ميلوني، مما يثير الشكوك حول حالة الاختراق هذه، بحسب الغارديان.
ويأتي التقرير الجديد من "سيتزين لاب" وسط خلاف علني حاد بين الحكومة الإيطالية وشركة باراغون، إذ صرحت الأخيرة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤكدةً أنها عرضت على الحكومة الإيطالية المساعدة في التحقيقات بخصوص قضية كانسيلاتو، ولكن تقرير الغارديان يشير إلى أن إيطاليا رفضت العرض، مؤكدةً مخاوفها على الأمن الوطني.
وبينما تتحول قضية الاختراق إلى قضية رأي عام تثير حفيظة المعارضة الإيطالية وأعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل، رفض مكتب ميلوني التعليق لصحيفة الغارديان,
وعن تقرير "سيتزين لاب"، أشار جون سكوت رايلتون إلى أن عملية تحليل الهواتف المستهدفة تظهر بوضوح آثار باراغون الرقمية، والأهم أنها تتضمن الآثار الرقمية للعميل ذاته الذي اخترق هاتف كانسيلاتو، فضلًا عن ذلك توصلت لجنة برلمانية تابعة لمنظمة كوباسير إلى أن وكالات الاستخبارات المحلية والأجنبية الإيطالية أبرمت عقودًا مع شركة باراغون في عامي 2023 و2024.
وأكدت اللجنة أن "البرمجية الخبيثة استخدمت بعلم المدعي العام للتجسس على بعض الإرهابيين والهاربين من العدالة"، وأشار تقرير الغارديان إلى أن عملية التجسس على نشطاء حقوق الإنسان المؤيدين للهجرة، ومن بينهم لوكا كاساريني وجوزيبي كاتشيا، كانت بسبب علاقتهم بالمهاجرين غير الشرعيين وليس بسبب دورهم في حماية حقوق الإنسان.
المصدر: غارديان

