في تصعيد خطير، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة نطنز النووية كانت من بين الأهداف التي استهدفتها إسرائيل في غارات فجر الجمعة، وسط تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن الهجوم استهدف "قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني".
ما هي منشأة نطنز؟
الموقع
تقع منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان في سهل محاذ لجبال خارج مدينة قم، على بُعد نحو 220 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، وهي الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في البلاد.
تبلغ مساحة المنشأة نحو 2.7 كيلومتر مربع، وبُنيت على عمق 8 أمتار تحت الأرض، ويُحيط بها جدار خرساني بسماكة تبلغ 2.5 متر، وتحميها منظومة دفاع جوي وأسلاك شائكة وقوات من الحرس الثوري الإيراني.
وتضم المنشأة مرافق عدة، منها منشأتان للتخصيب هما منشأة التخصيب بالوقود النووي الضخمة الواقعة تحت الأرض، وأخرى تجريبية فوق الأرض للتخصيب بالوقود.
وقد كشفت جماعة إيرانية معارضة عام 2002 أن إيران كانت تبني منشأة نطنز سرا، وذلك أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي.
وأقرّت إيران في العام التالي بوجود المنشأة ومنشآت أخرى، ووافقت على تعديلات في الترتيبات الفرعية لمعاهدة منع الانتشار النووي التي تُلزمها بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنيتها بناء منشآت نووية.
تُعد محطة نطنز أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، وصُممت لاستيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي. وتعمل فيها مجموعات متعددة من أجهزة الطرد المركزي، تُعرف "بسلاسل التخصيب" التي تعمل معا لتسريع عملية تخصيب اليورانيوم.
في 2010، أصيبت نطنز بهجوم إلكتروني بفيروس "ستوكسنت"، الذي طوّرته الولايات المتحدة وإسرائيل لتعطيل أجهزة الطرد المركزي. وفي 2021، تعرّضت لانفجار كبير بسبب عمل تخريبي يُعتقد أن إسرائيل وراءه.
نطنز والاتفاق النووي
الاتفاق النووي عام 2015 (JCPOA) ألزم إيران بتقليص أنشطتها في نطنز، لكن بعد انسحاب إدارة ترامب منه عام 2018، عادت طهران لرفع مستوى التخصيب وتوسيع المنشأة.
ومؤخرًا، بدأت إيران بناء منشأة جديدة أكثر تحصينًا داخل جبل قريب من نطنز، على عمق يصعب استهدافه بالأسلحة التقليدية، مما أثار قلق الغرب من تعقيد خيارات الردع العسكري.
ولا تمثل نطنز مجرد موقع تقني، بل أصبحت عنوانًا لصراع مستمر بين البرنامج النووي الإيراني ومساعي إسرائيل لعرقلته، في سباق دقيق بين الدبلوماسية والتصعيد العسكري.