أثار الهجوم العسكري الإسرائيلي المفاجئ على العاصمة الإيرانية طهران، والذي أودى بحياة شخصيات رفيعة في الحرس الثوري والمؤسسة النووية الإيرانية، موجة واسعة من الإدانات والتحذيرات على الصعيدين العربي والدولي، وسط مخاوف متصاعدة من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة قد يصعب احتواؤها.
ففي عملية أطلقت عليها "إسرائيل" اسم "الأسد الصاعد"، شنت طائراتها غارات جوية دقيقة استهدفت مواقع حساسة في قلب طهران، وأسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، إلى جانب عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، من بينهم مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، بالإضافة إلى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري. كما أفادت وسائل إعلام رسمية بإصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، بجراح خطيرة.
ردود عربية ودولية غاضبة.. ودعوات لضبط النفس
وفي أولى ردود الفعل، أدانت المملكة العربية السعودية بشدة ما وصفته بـ"الاعتداءات الإسرائيلية السافرة" على إيران، مؤكدة أن هذه الضربات تمثل "انتهاكًا خطيرًا لسيادة دولة شقيقة"، وتشكل تهديدًا صارخًا للأمن الإقليمي. ودعت الرياض مجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياته" والتحرك العاجل لوقف العدوان ومنع تفاقم الأزمة.
ومن جهتها، عبّرت سلطنة عمان، التي تؤدي دورًا محوريًا في الوساطة بين طهران وواشنطن، عن بالغ قلقها، ووصفت الغارة بأنها "تصعيد خطير" يقوّض المساعي الدبلوماسية الرامية إلى حلحلة الملف النووي الإيراني.
وقال بيان الخارجية العمانية إن "إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته المحتملة".
أما إندونيسيا، فقد حذرت من أن الضربة الجوية قد تؤدي إلى "اشتعال صراع إقليمي واسع النطاق"، مشيرة إلى أن التوترات المتصاعدة في المنطقة تهدد الاستقرار الدولي.
ودعت جاكرتا الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.
وفي موقف مشابه، أعربت اليابان عن أسفها البالغ حيال التصعيد، حيث قال وزير خارجيتها تاكيشي إيوايا إن استخدام الوسائل العسكرية في هذا التوقيت الحرج "أمر مؤسف للغاية"، مشددًا على أن طوكيو ترفض اللجوء إلى القوة لحل النزاعات.
الأمم المتحدة: صدمة وتحذير من اتساع رقعة الحرب
من ناحيته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق عميق" حيال التطورات الخطيرة في إيران، محذرًا من أن المنطقة تقف على "شفير هاوية صراع شامل" قد تكون له تداعيات كارثية. ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والعمل من أجل تهدئة الأوضاع بدلًا من تأجيجها.
سيناريوهات مفتوحة ومخاوف متزايدة
يأتي التصعيد في وقت حساس تشهده المنطقة، لا سيما في ظل محاولات متعثرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وزيادة النشاطات العسكرية المتبادلة في عدة جبهات. وبينما تتجه الأنظار إلى رد طهران المحتمل، يزداد القلق الدولي من أن تتحول هذه العملية إلى شرارة لصراع إقليمي واسع النطاق.