كتب المحلل العسكري الإسرائيلي "بن درور يميني"، إن الوضع كان مؤلمًا في الأشهر الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بالنسبة لـ"إسرائيل"، لكنه اليوم أكثر إيلامًا.
وقال في مقال نشره نشره موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الأحد: "نحن لسنا في حرب تقليدية، بل في فخّ دموي. الجنود يُقتلون كالهدف في ميدان رماية، والقصف اليومي لغزة لم يعد يحقق مكاسب عسكرية، بل يزيد الضرر السياسي لإسرائيل".
وينقل الكاتب عن جندي ميداني في خان يونس: "نرى الحياة تُنبض هناك – أسواقًا، مطاعمًا، حركة سيارات. لكن هناك خطًّا أحمر: طريق معبّد لا يُسمح بعبوره. من يعبره يُقتل (..) المنطقة المحظورة – التي يسميها بعض الجنود (حي حماس) – تشهد تدميرًا منهجيًا. كل منزل تقريبًا يحوي أنفاقًا أو أسلحة، لكن الجيش لا يهدم كل شيء لأسباب عملياتية وقانونية، رغم أن هذه الحسابات أوصلت إسرائيل إلى عزلة دولية".
وأضاف الكاتب أن الجنود يطيعون الأوامر، لكن المشكلة في القيادة. استراتيجية "الثلاثي" – نتنياهو، بن غفير، سموتريتش – أوصلت "إسرائيل" إلى حرب عصابات ميؤوس منها. حماس فقدت قادتها، لكنها تحوّلت إلى أخطبوط يصعب القضاء عليه. ومع ذلك، يكرر القادة أن النصر "على بعد خطوة"، بينما الواقع يقول إن الجيش يدور في حلقة مفرغة.
وأوضح الكاتب أن مصر عرضت خطة لإعادة إعمار غزة بـ53 مليار دولار، تشمل حكومة تكنوقراطية وقوات سلام عربية. الخطة ليست مثالية، لكن البديل هو استمرار الحرب التي تفضل فيها حماس – كقوة عصابات – على الجيش النظامي. كل يوم يمرّ بلا خسائر يُعتبر نصرًا، لكن الخسائر تتراكم، والضرر السياسي يتجاوز أي مكاسب.
وهاجم المحلل نتنياهو إذ أنه في ذروة احتياج الجيش للمجندين، يحاول تمرير قانون لإعفاء المتدينين من الخدمة. لم يسبق لزعيم إسرائيلي أن ضرب الجيش والصمود الوطني بهذه القسوة. تصريحات وزراء الائتلاف تُغذي الكراهية العالمية، وحتى معارضون مثل أولمرت ويعلون يساهمون في الفوضى. وتساءل: إلى متى سيستمر هذا الانهيار؟