قائمة الموقع

كاتب "إسرائيليّ": الخطة الجديدة بشأن غزة تخفي كابوساً مرعباً

2025-06-01T18:52:00+03:00
كاتب "إسرائيليّ": الخطة الجديدة بشأن غزة تخفي كابوساً مرعباً
فلسطين أون لاين

في الوقت الذي يُروَّج فيه لما يسمى بـ"خطة توزيع المساعدات الإنسانية" في غزة كخطوة لتحسين الأوضاع الإنسانية، تكشف تسريبات وتحقيقات إسرائيلية متطابقة عن مخطط أشمل وأكثر خطورة، يستهدف إعادة تشكيل الواقع في القطاع عبر أدوات مدنية وعسكرية، لدفع سكانه نحو التهجير القسري، وإحكام السيطرة الإسرائيلية عليه، وصولاً إلى مشروع استيطاني جديد.

في مقاله المنشور على قناة N12 الإسرائيلية، يحذر الكاتب عوفر شيلح من أن الخطة، التي تبدو في ظاهرها محاولة لتنظيم دخول المساعدات عبر جهات خاصة أميركية، هي في حقيقتها واجهة خادعة لمخطط أكثر شمولاً، يُدار من خلف الكواليس بتواطؤ جهات عسكرية واقتصادية إسرائيلية، وبدعم أميركي ضمني.

يقول شيلح إن توزيع المساعدات من قبل شركات أمنية خاصة ومرتزقة، وبتمويل خارجي، يبدو كأنه يخفف العبء عن إسرائيل أمام المجتمع الدولي، إلا أن الواقع الميداني يقول عكس ذلك: "من غير الواضح من سيموّل إطعام مليوني إنسان، أو من سيحمي نقاط التوزيع عندما تنهار تحت ضغط الجوع واليأس"، بحسب تعبيره.

ويضيف: الخطة ستجعل إسرائيل مسؤولة أمام العالم، لكنها لن تحلّ أي مشكلة. الجوع، الفوضى، سقوط مزيد من المدنيين، كلها ستُسجل على إسرائيل، ولن تقلل من الضغط الدولي، بل ستزيده".

الكاتب يكشف أيضاً أن التحقيقات الأخيرة أظهرت تورط ضباط في الخدمة الفعلية، إلى جانب رجال أعمال يعملون في الخفاء، في إعداد هذه الخطة. شركات أمنية غامضة بدأت بالفعل بتحقيق أرباح، وبعضها مرتبط بتضارب مصالح واضح مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. ويؤكد أن هذه التحركات "تشبه نماذج الفساد القديمة"، في إشارة إلى ضباط متورطين في "قضية هرباز" سيئة السمعة.

يشير شيلح إلى وثيقة نشرها "معهد القدس"، كتبها كل من العميد احتياط إيرز وينر والعقيد احتياط غابي سيبوني، جاء فيها صراحة أن السيطرة الأمنية الكاملة على غزة تتطلب "وجوداً ميدانياً دائماً" و"مكونات من الحكم العسكري"، مع توزيع المساعدات عبر أدوات مدنية، وتهيئة الظروف لـ"تشجيع هجرة سكان غزة".

هذا الطرح، بحسب شيلح، لا يترك مجالاً للشك: الهدف النهائي هو التهجير الجماعي، والسيطرة الأرضية، تمهيداً لاستيطان جديد.

وينتقد الكاتب غياب أي تصور سياسي في الخطة، إذ يرى أن الاستمرار بهذا النهج سيدمر أي فرصة لتطبيع العلاقات مع السعودية أو غيرها من الدول العربية. كما أن مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة يصبح أكثر غموضاً وخطورة في ظل غياب أي حل تفاوضي حقيقي.

ويختم بقوله: الأثمان التي ستدفعها إسرائيل ستكون باهظة – دبلوماسياً، اقتصادياً، ومجتمعياً – وقد بدأنا بالفعل في دفعها. لكن الآن، بات واضحًا من الذي يربح من هذا المسار الكارثي".

اخبار ذات صلة