نشرت سفارة دولة الإمارات في تل أبيب، الأحد، تهنئة للإسرائيليين بمناسبة عيد "شافوعوت" اليهودي، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، متمنية لهم "عيد حصاد ناجحًا وممتعًا، مليئًا بالسلام والفواكه الوفيرة والمعنى"، بحسب ما ورد في التهنئة المكتوبة باللغة العبرية.
المنشور أثار استياءً واسعًا على منصات التواصل، لا سيما أنه يأتي في وقتٍ يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر دموية بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث تدخل حرب الإبادة شهرها العشرين، وسط دمار شامل وواقع إنساني وصحي هو الأسوأ في تاريخ القطاع.

وتأتي هذه التهنئة ضمن سلسلة خطوات تطبيعية بارزة اتخذتها أبو ظبي منذ توقيع "اتفاق إبراهام" مع الاحتلال في سبتمبر/أيلول 2020، برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي أسّس لتبادل السفراء وفتح قنوات اقتصادية وأمنية وسياسية علنية.
ففي مارس/آذار الماضي، نظّمت السفارة الإماراتية في تل أبيب حفل إفطار رمضاني حضره كبار المسؤولين الإسرائيليين، منهم رئيس الكنيست أمير أوحانا، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى جانب عضو الكنيست منصور عباس. وفي المقابل، شارك السفير الإسرائيلي في الإمارات، يوسي شيللي، في "إفطار القيم الإماراتية" الذي أقامه وزير الدولة لشؤون الشباب، سلطان النيادي، معبرًا عن "تقديره الكبير للوزير ولروح التسامح الإماراتية".
على الصعيد الاقتصادي، دخل اتفاق "الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين الإمارات وإسرائيل حيز التنفيذ منذ عام 2023، ليغطي أكثر من 96% من التعرفة الجمركية و99% من قيمة التبادل التجاري، ويمنح الشركات الإماراتية امتيازات في السوق الإسرائيلية، ويؤسس لبيئة تجارية مفتوحة تشمل قطاعات الخدمات والسياحة والمالية والتقنيات الرقمية.
كما استمرت الرحلات الجوية المباشرة بين أبو ظبي وتل أبيب، واستقبلت الإمارات خلال الأشهر الماضية مسؤولين إسرائيليين كباراً، بينهم رئيس الدولة وعدد من الوزراء، دون أن تُسجّل أي مؤشرات على مراجعة أو تجميد العلاقات، رغم المجازر المتواصلة في غزة.
ورغم أن الإمارات تُعلن في بعض البيانات الرسمية دعمها لإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وتنسق عمليات إخلاء لمصابين فلسطينيين عبر مطار رامون، فإن مواقفها التطبيعية مع الاحتلال تُثير انتقادات متصاعدة من شعوب المنطقة ونشطاء حقوق الإنسان، الذين يرون أن استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي مع إسرائيل في ظل الجرائم الجارية يمثل تواطؤاً مباشراً.

