قائمة الموقع

​بمنتجات التمور.. شركةٌ تسعى لجعل عاملاتها رياديات

2017-11-05T09:10:59+02:00

لم تكن انتصار أبو منديل (45 عاما) تعلم بأن عملها في صناعة العجوة في إحدى الجمعيات سيكون سببا في تغيّر حياتها نحو الأفضل، فبعد جهد كبير منها تمكنت هي وصديقاتها من إنشاء مشروع خاص بهن ينتجن من خلاله التمور والعجوة دون مشاركة من أي أحد، ضمن "شركة بلح فلسطين"، وهي أول شركة نسوية لمنتجات التمور في غزة.

بأياد غزية

قالت أبو منديل عن فكرة إنشاء مصنع خاص بالتمور في غزة: "شارك في هذه الفكرة ثلاثة أطراف، هي الجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتمور، ومجموعة من السيدات العاملات، ومؤسسة أوكسفام، عقدنا عدة دورات للتدريب على المشروع وخرجنا بأول شركة مصنعة للبلح بأيدي نساء في غزة".

وأضافت لـ"فلسطين" أبو منديل أن المشروع انطلق في نوفمبر من العام الماضي واستفاد من المشروع عدد كبير من النساء، متابعة: "أصبحنا سيدات أعمال، ولنا أسهم في الشركة وكلما تطور العمل كلما استفدنا أكثر".

كانت النساء العاملات في المشروع متخوفات بشكل كبير من عملية تسويق المنتج في السوق المحلي ولكن بعد أن خرج المنتج للسوق كان الإقبال عليه كبير جداً.

وأوضحت: "في البداية وزعنا عينات من المنتج على المحلات التجارية ووجدنا إقبالا كبير عليها، حتى نفذت كل البضاعة الموجودة لدينا، وكنا قد انتجنا 27 طنا من العجوة".

خفف العبء

لا يتوقف العمل في المصنع على إعداد العجوة فقط بل تصنع العاملات المعجنات بأنواعها والكعك والمعمول والدبس ومربى البلح، والعديد من المنتجات التي تعتمد على التمر في صناعتها.

وقالت إحدى المشاركات في المشروع رسمية زقوت إن "الوضع الاقتصادي الصعب في غزة وعدم توفر عمل لأزواج المُشاركات في هذا المشروع هو ما دفعهن للعمل فيه"، مضيفة أن النساء العاملات في المشروع يحلمن بأن يتوسع نطاق العمل ليتم تصدير المنتج للبلدان المجاورة.

وتابعت: "نحن فخورون جداً بما استطعنا الوصول إليه، كثير من المشاركات في المشروع لديهن أبناء في الجامعة بحاجة لرسوم دراسية، وعملنا في المشروع خفف جزءًا من الأعباء التي كان يتحملها أزواجنا".

ودعت زقوت النساء إلى المشاركة في تحسين الوضع الاقتصادي لأسرهن من خلال العمل في أشياء بسيطة كصناعة العجوة أو التطريز وصناعة الملابس، موضحة: "المشاريع الصغيرة كنز لهؤلاء السيدات، يستطعن اللجوء إليها في حال توقف أزواجهن عن العمل، أو إن لم تجدن من يُعلهن هنّ وأبناءهن".

نسوية ربحية

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتمور إسلام أبو شعيب إن المشروع يهدف لتمكين النساء اقتصادياً من خلال تشغيل أكبر عدد ممكن منهن في المشروع.

وأضاف لـ"فلسطين" أن الشركة نسوية ربحية للإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي وهي تعمل في مجال التصنيع الغذائي القائم على شجرة النخيل، لافتاً إلى أن الشركة تضم 41 سيدة كنّ يعملن في مجال التصنيع الغذائي لدى الجمعية الأهلية.

وأكد أن الهدف من هذا المشروع هو إعطاء نموذج للتمكين الاقتصادي للنساء مختلف عن النماذج التقليدية التي تعتمد على المساعدات الجاهزة في سد احتياجاتها، موضحا: "المشروع يسعى لجعل هؤلاء السيدات رياديات في هذا المجال".

ونوه إلى أنه تم التوافق مع وزارة الاقتصاد الوطني لتسجيلها كشركة ربحية ومن ثم الانتقال لمجالات أخرى في التصنيع الغذائي القائم عل قطاع النخيل، لافتاً إلى أن الشركة أنتجت العام الماضي 27 طنا من العجوة تم توزيعها للسوق المحلي، وفي العام الحالي أنتجت 40 طنًا.

وبيّن أبو شعيب أن العائد المادي للشركة يعود على السيدات أنفسهن ويتم توزيع الأرباح عليهن، لافتاً إلى أن الفكرة جاءت من دراسة معمقة لحاجة السوق للمنتج.

وأوضح: "يحتاج السوق المحلي حوالي ثلاثة ألاف طن من العجوة سنويا، بينما ما يتم إنتاجه في قطاع غزة محلياً لا يتجاوز 300 طن فقط"، مؤكدا: "حرصنا خلال العمل على رفع جودة المنتج وعمل تحليل مالي لمنافسة المنتجات الشبيهة في غزة".

وأشار إلى أن النساء المشاركات في المصنع زرن مدينة أريحا في الضفة الغربية للتعرف على طريقة صنع التمور، ويتم الاستعداد الآن لزيارة دولة الإمارات للمشاركة في معارض خاصة بالتمور، إلى جانب زيارات أخرى للمنافسة مع المنتجات الخارجية في صناعة التمور.

اخبار ذات صلة