وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة بأنه "عمل بغيض"، مؤكدة أن التصعيد العسكري المتواصل "غير متناسب" ويتنافى مع القانون الإنساني والدولي.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته فون دير لايين، اليوم الثلاثاء، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث ناقشا تداعيات الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر، والسبل الدولية لوقف التصعيد.
وقالت فون دير لايين، بحسب ما ورد في بيان المفوضية الأوروبيةـ إن "استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مدرسة تأوي عائلات نازحة، والتسبب بمقتل مدنيين بينهم أطفال، هو أمر بغيض ويجب أن يتوقف فورًا".
كما دعت إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة واستئناف فوري لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة وشركاء دوليين، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بدعم المدنيين في غزة.
ورغم تجديد دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، شددت فون دير لايين على أن "الاستخدام غير المتناسب للقوة لا يمكن تبريره".
في السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة، مشيرًا إلى أن بلاده "لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار"، في تعبير غير مألوف عن استياء متزايد في أوساط النخبة السياسية الألمانية.
وقال فادفول في تصريح إذاعي، إن "حرمان سكان القطاع من الغذاء والدواء لا يمكن أن يندرج ضمن مبررات محاربة الإرهاب".
من جهته، وجه المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، انتقادًا غير مسبوق للحكومة الإسرائيلية، قائلاً: "ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة أصبح غير مفهوم. التسبب بهذا القدر من المعاناة للمدنيين لا يُبرر".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن نيته مراجعة الاتفاق الذي يحكم علاقاته السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، بسبب "الوضع الكارثي في غزة". كما لوّحت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم توقف إسرائيل هجومها الأخير على القطاع.
وفي مواقف أكثر حدة، واصلت دول أوروبية مثل أيرلندا وإسبانيا – اللتان اعترفتا بدولة فلسطين – توجيه انتقادات صريحة لإسرائيل، داعية إلى وقف الحرب فورًا وإلى تحقيق دولي في الانتهاكات المستمرة.