قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية، إن الوكالة لم ترصد أي دليل على قيام حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، نافية بذلك روايات إسرائيلية متكررة حول هذا الادعاء.
وأضافت المسؤولة الأممية أن ما يجري هو اندفاع شعبي نحو شاحنات الإغاثة بسبب الجوع الشديد، دون أي صلة بحماس أو بالجريمة المنظمة، مؤكدة أن "الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس".
وأكدت أن شاحنات المساعدات التي دخلت حتى الآن لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات الهائلة، مشيرة إلى أن نصف مليون شخص داخل القطاع يعانون من انعدام أمن غذائي شديد.
وشددت على أن البرنامج يواصل جهوده لتوفير الطعام والإمدادات الضرورية للمخابز لتبقى قادرة على العمل، لكنها لفتت إلى أن ذلك "لا يمكن أن يستمر إلا إذا مارس المجتمع الدولي ضغوطًا حقيقية على إسرائيل لفتح الطرق أمام المساعدات".
وأضافت: "الطرق التي نحتاجها لإيصال المساعدات ليست مفتوحة إطلاقًا، ونحن بحاجة عاجلة لدخول الغذاء لتجنّب كارثة مدمرة".
وكان من المفترض، خلال 84 يوما من الحصار والإغلاق الكامل، أن يدخل إلى قطاع غزة ما لا يقل عن 46 ألفا و200 شاحنة محملة بالمساعدات إلا أن إسرائيل تروج لرواية مضللة تزعم سماحها بإدخال "مساعدات"، بينما الواقع يظهر أن ما دخل فعليا نحو 100 شاحنة، أي أقل من 1 بالمئة من الاحتياجات الأساسية للسكان، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي في بيان الاثنين.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

