حذّرت الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة من محاولات إدخال شركة "إغاثة غزة" الأميركية لتولي مهام توزيع المساعدات الإنسانية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، ومخططًا يلتف على دور المؤسسات الدولية المعترف بها، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وجددت العشائر بغزة، في بيان صحافي، اليوم الأحد، رفضها لما وصفته بعسكرة العمل الإنساني، مؤكدة أن "الشركة المذكورة لا تحمل أي صفة شرعية، ولا تحظى بقبول شعبي أو عشائري في قطاع غزة".
وأشارت الهيئة إلى أن هذه الخطوة تمثل "خطًا أحمر" يهدد بتقويض الثقة الوطنية والمجتمعية، ويُمهّد لإنهاء الدور الأممي التاريخي في القطاع واستبداله بجهات تحمل أجندات سياسية خطيرة.
وأكدت الهيئة دعمها الكامل للمؤسسات الإنسانية الدولية والمحلية التي قدّمت دعمًا مستمرًا لأهالي غزة على مدى عقود، وعلى رأسها "الأونروا"، التي وصفتها بأنها "رمز سياسي ووطني" مرتبط بحق العودة والدفاع عن الهوية الفلسطينية، مشيدة في الوقت ذاته بالدور الكبير الذي أداه الهلال الأحمر المصري في إدخال المساعدات خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وشدّدت الهيئة في ختام بيانها على أن العشائر والعائلات الفلسطينية ترفض أي خطوة تمس الكرامة الوطنية، أو تنقل القرار الفلسطيني إلى جهات خارجية، مجددة تمسكها بالمؤسسات الدولية العاملة في غزة، ودعمها لدورها الإنساني والوطني.
وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر قد أكد في بيان له، أن الأمم المتحدة وشركاءها يملكون الخبرة والعزيمة والوضوح الأخلاقي اللازم لتقديم المساعدات بالقدر الكافي لإنقاذ الأرواح في غزة. وخاطب فليتشر الجهات التي تقترح بدائل موازية، قائلاً:
وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي، ومنع دخول المساعدات الإغاثية والطبية والبضائع، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وفق تقارير محلية ودولية، وأدى لتدمير حياة 2.2 مليون فلسطيني، ودمار شبه كامل للبنى التحتية الحيوية في قطاع غزة.