كشف تحقيق استقصائي بثه التلفزيون الألماني العام (ARD) عن أن رئيس حكومة الاحتلال لإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان وراء تسريب وثائق مزورة نُسبت إلى يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقا في قطاع غزة، في محاولة لإظهار أن الحركة هي من تعرقل جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
ووفقاً للتحقيق، فإن الوثائق التي جرى تداولها بين وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض الأوساط السياسية، كانت في الأصل معدة من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتظهر وكأنها صادرة عن الجناح العسكري لحماس، وتلمّح إلى استعداد الحركة لقبول صفقة جزئية لتبادل الأسرى في عام 2024.
ويشير التقرير إلى أن نتنياهو تعمّد تسريب هذه الوثائق بهدف تقويض فرص التوصل إلى اتفاق فعلي، بالتزامن مع تصعيده السياسي الداخلي، وذلك عبر إيهام الرأي العام بأن حماس غير جادة في إبرام أي صفقة.
كما أورد التحقيق أن نتنياهو سعى إلى خلق انطباع لدى الجمهور الإسرائيلي بأن عائلات الأسرى المحتجزين في غزة تتبنى خطاب حماس وتضغط عليه بصورة تتماشى مع مصالح الحركة، وهو ما فاقم من الانقسام الداخلي وأثار موجة انتقادات ضده من قبل عائلات الجنود أنفسهم.
ويأتي هذا التحقيق في وقت تتواصل فيه الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن الأسرى وإيجاد حل تفاوضي، وسط اتهامات متزايدة لنتنياهو بوضع اعتبارات سياسية وشخصية فوق مصلحة الجنود وعائلاتهم.