قائمة الموقع

تقبيل اليدين.. دلالةُ برٍ يرفضها البعض

2017-11-04T07:55:33+02:00

تختلف درجة تقبل بعض العادات من عائلة لأخرى، إلا أن تقبيل أيدي الآباء والأجداد طقس يتوارثه المجتمع ويكاد الجميع يقبل الأمر ويحثّ عليه، ومع ذلك ثمة من يرفضه، ويراه ذلا وخنوعا، فلا يقبل أيدي أبويه، ولا يعوّد أبناءه على تقبيل يديه..

رفضٌ وقبول

تقول ميسون أحمد: "قبل أن أتزوج كنت أرى تقبيل يد الآباء، أمرا لا داعي له، لكني أحسست بفرح كبير عندما أصبح أولادي يعودون من المدارس ويقبلون يدي ويدي جدتهم"، لافتة إلى أن قناعتها تجاه هذه العادة تغيرت، وباتت تراها احترامًا وتقديرًا من قبل أبنائها لها. وترى عطيات القيشاوي أن "الاحترام والحب غير مشترط بتقبيل الأيدي، لذلك لا أقبل أن يفعل هذه العادة أي من أبنائي أو أحفادي، لكني في المناسبات لا أمانع، هذه العادة غير موجودة في بيتي، ولا أنتظر الحب من أبنائي عبرها، لكنّ زوجة ابني تصرّ على تعويد ابنتها عليها".

أما زوجة ابنها اسلام دوّاس، فتقول: "قبل أن أتزوج، كنت في كل صباح أقبّل يدي أبي وأمي، أو عندما يعود والدي من العمل، فهذا أقل واجب أقدمه لأعبر لهما عن الاحترام، وأعلّم ابنتي أن تفعل الشيء ذاته، رغم أن جدتها ترفض، لكني مصرّة على الأمر، لأن هذه العادة تعوّد الطفل على الاحترام".

الأبوان والأجداد

وتعلق الأخصائية النفسية ليلى أبو عيشة، على عادة تقبيل يد الكبار قائلة: "هي ليست حركة يفعلها الأبناء فحسب، بل من الطقوس التي تحمل معنى الخضوع للطاعة، وبكل محبة لا بالإكراه، وتعبّر عن الرضا بما يفعله الآباء للأبناء، وهي نوع من البرّ المعنوي الذي نقدمه لكبارنا، وليست خضوعا بمعناه السلبي كما يرى البعض".

وتضيف لـ"فلسطين": "هي عادة جميلة، ويجب التمسك بها، لأنّ البيت الفلسطيني قائم على الألفة، والودّ، والرابط لهذه العائلة هو الوالدان، ويكون تقبيل اليدين تقديرا لبرّهما وتعبيرًا للمشاعر الطيبة تجاههما".

ومع ذلك، ترى أبو عيشة أن تقبيل اليدين يجب أن يكون مقتصرا على الأبوين والأجداد، وأن لا معنى لتقبيل أيدي سواهم.

وتوضح: "يشعر الابن بالراحة النفسية عندما يمارس هذه العادة، ولكن في بعض الأسر تسود قناعة بأن تقبيل اليد نوع من الخنوع والذل، وهذا غالبا ما يكون ناتجا عن الأبوين قبل الزواج".

وتبيّن: "رفض الأم أو الأب لتعويد الأبناء على هذه العادة، غالبا ما يكون في مرحلة الشباب، بسبب توفر الشعور بالقوة، لكن عندما يصل الوالدان إلى مرحلة الكهولة، يندمان على عدم تعوديهم عليها".

اخبار ذات صلة