قائمة الموقع

تطوير العلاقات الدولية.. معركة "حماس" القادمة

2016-12-14T06:45:54+02:00
مهرجان حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 29 في خان يونس - تصوير / ياسر فتحي

منذ ذلك المساء البارد، يوم أن صدر البيان الأول لحركة "حماس" في مثل هذا اليوم قبل 29 عامًا، كان واضحا أن الحركة الوليدة في حينه، ستدخل معمعة السياسة من أوسع أبوابها، كيف لا وهي تنشأ في قلب القضية الأكثر سخونة في الشرق الأوسط، وفي القلب منه فلسطين التي تحاول كسر قيد المحتل ومقاومة جبروته.

وحيث إن صراع الفلسطيني مع الاحتلال يرتبط بأبعاد دولية، كان لا بد لحماس أن تنسج علاقات مع محيطها العربي والإسلامي ومع من يريد أن يخدم القضية الفلسطينية، ومرت تلك العلاقات بمراحل صعود وهبوط تبعا للتطورات الراهنة، واليوم كيف يمكن أن نقرأ خارطة علاقة حماس مع من حولها؟.

يقول رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم: إن حماس طوال مسيرتها كانت تولي اهتماما كبيرا لصالح توسيع قاعدة علاقاتها الاقليمية والدولية، مشيرا الى أن ذلك يشكل جزءا من المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني.

وأكد لصحيفة "فلسطين"، أن مركزية القضية الفلسطينية أوجبت على الذين يحملون همها أن يكونوا على تواصل دائم مع محيطها العربي والاسلامي، منوها الى أنه برغم الجهد الذي بذلته حماس في هذا الجانب، إلا أنه يوجد دائما هامش للتطور أكثر فأكثر.

كما أكد نعيم أن المتابع لتطور حركة حماس منذ انطلاقتها يلاحظ أن هناك توسعا لعلاقاتها العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، مشيرا الى أن تلك العلاقات تتميز بالثبات والوضوح والمصداقية والشفافية.

وأوضح أن الحركة اعتمدت منهج الانفتاح على الجميع تحت قاعدة الحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي إطار حقّ الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وإنهاء الاحتلال، مع الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف من الأطراف.

وبيَّن نعيم أن حفاظ حماس على موقف حيادي إيجابي من الصراعات الدائرة حاليا في المنطقة قد أدى الى دفعها أثمانا متنوعة، مشددا في الوقت ذاته على أن الزمن كفيل بإثبات صحة موقف الحركة على المدى الطويل.

ونوه إلى أن سياسة حماس تعتمد على عمل الحركة داخل الأراضي المحتلة، موضحا أن المقاومة التي تمارسها حماس ترتبط بشكل مباشر ضدّ الاحتلال على أرض فلسطين، وبالتالي فإن الحركة لا تمارس عملاً عسكرياً ضدّ أيّ دولة أو على أرض أيّ دولة، وهو ما أكسبها احتراما كبيرا في المحيط العربي والاسلامي، وإن بدا الامر أحيانا بعكس ذلك في الإعلام.

وذكر أن مكانة حماس المهمة على الصعيد الفلسطيني أهلتها لتجاوز كل محاولات الاستئصال والانهاء، حيث قامت بربط علاقات قوية ومتينة مع المحيط العربي والاسلامي، لافتا الى أن نضج التجربة لدى حماس دفعها لتقدير مصالح الشعب الفلسطيني التي تتماشى مع مبادئه، ولتكون هذه هي قاعدة العمل لدى حماس.

وشدد على أن حماس اصبحت لاعبا مهما على الساحة الدولية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، موضحا في الوقت ذاته أنه قد تمر لحظات صعبة وأزمات لكن تبقى حماس صاحبة قوة ودور لا لا يمكن تجاوزه على الصعيد الدولي.

وأشار إلى أن العديد من الدول تحاول أن تتواصل دبلوماسيًا مع حماس، إما بطريقة مباشرة من خلال إرسال السفراء والمسئولين للالتقاء بقادة حماس، أو من خلال الالتقاء بشخصيات مقربة من الحركة لمناقشة المواقف المختلفة.

وذكر أن وضع حماس على قائمة المنظمات الارهابية أدى إلى تخوف بعض الدول من التواصل مباشرة مع الحركة، مشيرا الى أن الأخيرة تسعى من خلال شرح منطلقاتها السياسية ومنظومة نضالها المشروع للعالم من أجل اسقاط مزاعم الارهاب التي تحاول الدول الغربية ان تلصقها بالحركة مجاملة لدولة الاحتلال.

وقال: إن حماس سارت في خطين متوازيين هما تعزيز العلاقات السياسية مع النخب والمستويات الرسمية، وفي ذات الوقت توسيع قاعدة التواصل مع الشعوب العربية والاسلامية والمؤسسات التي تعمل لصالح الإنسانية.

وأوضح نعيم أن حماس أصبحت الآن ملء سمع العالم وبصره، لافتا الى أن الشعوب الحرة ترى فيها أمل الشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال ووقف الظلم الذي يحيق بالشعب الفلسطيني من خلال وسائل المقاومة المشروعة التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الانسانية.

من جهته، قال القيادي في حركة "حماس" د. إسماعيل رضوان: إن الحركة حريصة تماما على الانفتاح على كل المحيط العربي والاقليمي باستثناء دولة الاحتلال، مؤكدا أن حماس بعد مضي 29 عاما من عمرها ما تزال تواصل هذه المسيرة.

وذكر لصحيفة "فلسطين"، أن الحركة تستند في تاريخها الى ما حققته من انجازات كبيرة على الصعيد العسكري والامني، اضافة الى أدائها الجيد على الصعيد الاعلامي، مشيرا إلى أن تلك الإنجازات يقف خلفها كل عناصر الحركة بدءا بالقادة وانتهاء بكل الكوادر والعناصر.

وأشار إلى أن حماس منذ انطلاقتها اعتمدت في سياستها الخارجية على مجموعة من المبادئ والسياسات، التي شكلت ركيزة أساسية لإقامة هذه العلاقات، على قاعدة أن العلاقات الخارجية للحركة هي جزء من منظومة نضال متكاملة ضدّ الاحتلال، وهي وإن استندت إلى المقاومة فكراً وفعلاً، فهي تتكامل مع فعل المقاومة وتدعم سياسياً إنجازاتها الميدانية.

ونوه رضوان الى أن علاقات حماس تستند إلى رؤية استراتيجية للعمل السياسي تضمن وجود أهداف واضحة منبثقة من استراتيجية التحرير التي تتبناها الحركة، وبذلت في سبيل حمايتها دماء قادتها الذين استشهد بعضهم، بينما تستمر عذابات من تبقى منهم أسيرا.

وبيَّن أن علاقات الحركة السياسية تستند الى مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، معتبرا أنه بغض النظر عن طبيعة العلاقات السياسية المتاحة، وفرصها التي قد تبدو أحياناً مغرية، فإن علاقات الحركة لا تتعارض مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني خاصة والأمتين العربية والإسلامية والبعد الانساني على وجه العموم.

وشدد على أن حماس ترى في نفسها جزءا أصيلا من الأمة العربية والإسلامية التي تعد عمقا استراتيجيا ورافدا أساسيا لحمايته ودعم قضيته، موضحا أنه يدخل في ذلك أيضا بعد إنساني يدفع كثيراً من أحرار العالم لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأكد أن حماس تحاول دائما أن تبحث عن قواسم مشتركة في العلاقة في محيطها العربي والاسلامي، مشيرا الى أن الحركة لا تجد حرجا في الاتفاق على نقاط العمل المشترك وتعزيزها وتوسيعها.

ونوه الى أن الحركة تخضع دائما لقاعدة استقلالية القرار لديها ورفض التبعية أو دفع أثمان سياسية لأيّ من علاقاتها السياسية، معتبرا أن الحركة نجحت في أن تخرج من أي تصنيف أو عباءة حاول بعض الأطراف أن يضعوها فيها.

وعبر رضوان عن أمله في أن يشكل المستقبل القريب فرصة أفضل للحركة من اجل توسيع قاعدة علاقاتها الدولية، مشيرا الى أن حماس تحاول ان تستفيد من تجاربها عموما من أجل تجويد أدائها مستقبلا.

اخبار ذات صلة