قائمة الموقع

"المُشغّلون الإسرائيليون" يذلّون العمال الفلسطينيين ويستغلون حاجتهم لمصدر رزق

2017-11-04T07:26:49+02:00

مشاهدُ مهينة تتكرر داخل موقف العمال في مدينة كفار سابا القريبة من مدينة قلقيلية من جهة الغرب؛ حين ينتظر العشرات قدوم المُشغِّلين الإسرائيليين ويقفون أمامهم لاختيار أفضلهم للعمل معهم؛ والأفضلية بالنسبة لهم تتم وفق معايير عنصرية واضحة.

يقول أحد العمال ويدعى "نور" في أثناء انتظاره قدوم المُشغلين الإسرائيليين: "يوميًّا يتوافد للمكان في مدينة كفار سابا المئات من العمال ممن يبحثون عن عمل، حيث يجلسون منذ الصباح الباكر على رصيفٍ يُطلق عليه (موقف لعمال الضفة)، فالشرطة الإسرائيلية دائمًا تحاول استفزازهم من خلال تفتيشهم وفحص تصاريح العمل ونوعيتها".

وأضاف: "العمال الذين يجلسون في موقف العمال يتجرعون الذل، فما إن تأتِ مركبة صاحب عمل يتجمع حولها العمال، للاستفسار منه عن طبيعة عمله ويكون هذا الإسرائيلي في غاية السرور؛ لأن الجميع يرغبون في أن يسدوا حاجة يومهم، لتبدأ المفاصلة على الأجرة، والسؤال عن العمر وطبيعة التصريح فيما إذا كان تصريح عمل أو جدار أو تجارة، لتتم عملية الانتقاء بشكلٍ مهين، إلا أن الظروف تجعل العمال يقبلون بهذا الوضع ويستجيبون لمعايير المُشغل الإسرائيلي".

ويضيف هذا العامل: "مع عملية الفرز تقل الأعداد التي سيقع عليها الاختيار؛ وفي نهاية الأمر يختار عاملًا واحدًا بعد هذا المشهد العنصري".

ويقول عامل يدعى كمال: "من خلال عملنا في هذا الموقف نواجه يوميًا إهانات من المارة لنسمع منهم ألفاظًا عنصرية ولاذعة، ولأننا مضطرون للعمل نسكت عن إهاناتهم؛ كما أنه يتم إحضار الشرطة لنا كي تفحص التصاريح وتخضعنا للتفتيش".

ويؤكد كمال أن المشغل الإسرائيلي يرغب عادةً في عاملٍ قوي البنية وذي سن صغيرة وذلك بأجرة زهيدة، والكثير من العمال يقبلون بأي شيء خوفًا من ضياع يومهم وخسارتهم أجرة يوم عملٍ علاوةً على تكاليف السفر".

ويشير إلى أن العمال يتوافدون إلى هذا الموقف من كل أنحاء الضفة الغربية، ويتحمل العامل في ذلك تكاليف الأجرة، ونظرًا لهذا الوضع يتم القبول بمعايير "المُشغل الإسرائيلي" الذي تتاح له عدة خيارات لكثرة العمال الموجودين في الموقف.

ويسرد العامل أبو مصطفى (71 عامًا) معاناته قائلًا: "بُنيتي قوية إلا أن المشغل الإسرائيلي عندما يعلم أني مسن يستبعدني، وأحاول إقناعه عبثًا أنني (صاحب صنعة) وأستطيع إنجاز أعمال لا ينجزها ابن العشرين والثلاثين عامًا، والقليل منهم يقتنع إلا أن الغالبية يسخرون مني".

وتابع قائلًا: "معظم العمال الموجودين من سن 55 عامًا فما فوق؛ لأن دخولهم عبر المعابر الأمنية لا يحتاج إلى تصريح دخول، لذا يكون معيار الاختيار مهينًا من قبل المشغلين الإسرائيليين الذين يسمعونهم كلامًا موجعًا مثل "أريد شبابا أقوياء"، والبعض يقول لنا: "روّح على البيت ونام".

ويرى النقابي محمود أبو ذياب أن المشغلين الإسرائيليين يبتزّون العمال الموجودين في مواقف خاصة في مدن الداخل المحتل، من خلال أجرةٍ زهيدة وساعات عملٍ طويلة دون أية تأميناتٍ تعوضهم عن الإصابات إذا حدثت لهم، وهذا الأمر ينافي قانون العمال المطبق في (إسرائيل)، إلا أن حالة العوز تجبر على العمل في مثل هذه الظروف دون أي حقوقٍ تذكر.

ويؤكد أن العديد من العمال يتعرضون إلى إصاباتٍ خطيرة ويتم التنكر لحقوقهم.

اخبار ذات صلة