في ظل أزمة غير مسبوقة في صفوف قوات الاحتياط في "الجيش الإسرائيلي"، أطلقت شرطة الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بحق الشبان الذين تخلّفوا عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، وذلك بعد ما وصفه الجيش بـ"استنفاد جميع الإجراءات القانونية".
وحسب ما نشر موقع "القناة 12" اليوم الثلاثاء، فإن هذه الحملة تأتي في وقت تشهد فيه (إسرائيل) ضغطاً متزايداً على وحدات الاحتياط، خاصة مع استمرار العدوان على غزة والجبهات المتوترة في الشمال. وقد تم توجيه آلاف أوامر التجنيد مؤخراً، بما في ذلك للمتدينين اليهود "الحريديم"، في خطوة أثارت غضب أحزابهم الدينية التي هددت بإسقاط الحكومة في حال تم اعتقال أي من طلاب المدارس الدينية.
وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، لم يُعتقل سوى 23 من المتخلفين عن الخدمة، وهو رقم يُظهر تردّد السلطات في فرض القانون، خشية التداعيات السياسية. إلا أن الجيش أعلن عن تكثيف الإجراءات، مهدداً بعقوبات جنائية ضد كل من يتخلف عن الالتحاق بالخدمة.
وشدد رئيس حزب "شاس" أرييه درعي، على أن اعتقال أي طالب ديني "سيعدّ خطاً أحمرًا" من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب "الأحزاب الحريدية" من الائتلاف الحاكم، ما يهدد استقرار الحكومة.
وتعكس هذه التطورات عمق الأزمة داخل "الجيش الإسرائيلي"، الذي يعاني من تراجع في الالتزام الشعبي بالتجنيد، لا سيما في أوساط المتدينين، في وقت يخوض فيه الجيش حرباً طويلة الأمد تتطلب تعبئة واسعة لقواته الاحتياطية.

