قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن ما جرى اليوم من إدخال قربان للأقصى ومحاولة ذبحه هو جريمة استفزازية خطيرة تتجاوز كل الخطوط الحمراء.
واستنكر صبري بشدة ما وصفه بـ”الفعل الدنيء”، موجها التحية ليقظة المرابطين والحراس الذين أفشلوه.
وأكد على أن الأقصى مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، وأي محاولة لفرض واقع جديد أو سيادة احتلالية عليه مرفوضة تمامًا.
وأحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، محاولة المستوطنين ذبح قربان بعد إدخاله عبر باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد المبارك بمدينة القدس المحتلة.
وذكرت مصادر محلية أن حراس الأقصى أحبطوا محاولة المستوطنين إدخال “خروف صغير” عبر باب الغوانمة، وقاموا بملاحقتهم وأفشلوا محاولتهم ذبحه في المسجد خلال عيد الفصح الثاني.
وتمكن ثلاثة مستوطنين من إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي عبر باب الغوانمة، في محاولة لذبح القربان حسب الطقوس التلمودية.لكن حراس الأقصى كشفوا المحاولة وأفشلوا عملية الذبح داخل الأقصى، وتدنيس المستوطنين لقدسية المسجد.
وخلال ما يسمى “عيد الفصح” الثاني اليهودي، اقتحم 707 مستوطنين تحت غطاء السياحة، المسجد الأقصى المبارك اليوم. وسط حماية قوات الاحتلال.
دعت منظمات “الهيكل” المتطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مع محاولات لتقديم القرابين داخل الأقصى في تحدٍ سافر لمشاعر المسلمين.كما سيشهد المسجد المبارك مشاهد انبطاح جماعي ورقص وغناء من قبل المستوطنين، تزامنًا مع ما يُعرف بـ”عيد الفصح اليهودي الصغير” أو “الثاني”.
وقد نشرت هذه المنظمات دعواتها عبر منصاتها المختلفة، وشددت على ضرورة المشاركة الواسعة في الاقتحامات، وأداء الصلوات داخل باحات الأقصى، ومحاولة إدخال القرابين الحيوانية .
ويُصادف عيد الفصح اليهودي الثاني بعد نحو شهر من "عيد الفصح الرئيسي"، ويُعتبر، وفقًا للمعتقدات اليهودية، فرصة بديلة لتقديم القرابين لمن فاتته هذه الطقوس في العيد السابق، بسبب “النجاسة” أو الوجود في مكان بعيد عن “جيل الهيكل”، بحسب معتقداتهم.
في العام الماضي، وخلال هذا العيد(الفصح الصغير)، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، برفقة نحو 450 مستوطنًا. ورغم محاولاتهم، فشل المستوطنون في إدخال قرابين إلى داخل المسجد.
أما خلال عيد الفصح اليهودي الرئيسي، الذي صادف الشهر الماضي واستمر لمدة أسبوع، فقد شهد المسجد الأقصى اقتحامات واسعة وانتهاكات مختلفة، وبلغ عدد المستوطنين المقتحمين نحو 6,862 مستوطنًا خلال خمسة أيام، أدوا خلالها صلوات وطقوسًا دينية علنية، فردية وجماعية، داخل المسجد. كما قام بعضهم بالانبطاح في عدة مواقع داخله، ونظّمت حلقات غناء ورقص في أروقته.
وفي السياق، جددت هيئات دينية ووطنية فلسطينية دعواتها إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى، والرباط في ساحاته، لحمايته من محاولات التهويد المتكررة، في وقت تتصاعد فيه مخاوف من محاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً على غرار ما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وتؤكد دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن هذه الاقتحامات تشكّل مساساً خطيراً بحرمة المسجد، وتحذّر من تبعاتها على الاستقرار في المدينة وسائر الأراضي الفلسطينية.
وأكدت الدعوات على ضرورة عدم ترك الأقصى وحيدا، في مواجهة هذه المخططات الرامية لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم.

