أعلنت قيادة حزب العمال الكردستاني، في بيان صدر عقب اجتماعها الأخير، قراراً رسمياً بحل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح، في خطوة وصفت بأنها تمثل تحوّلاً جذرياً في مسار التنظيم الذي خاض تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ أكثر من أربعة عقود.

وجاء هذا القرار بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدت بين الخامس والسابع من مايو الجاري، وأكدت خلالها القيادة أن الحزب أكمل "مهمته التاريخية"، بعدما تمكن، وفقاً للبيان، من "كسر سياسات الإنكار والإبادة" التي استهدفت الأكراد، وفتح الباب أمام تسوية سياسية للقضية الكردية ضمن إطار ديمقراطي.

تفكيك التنظيم

وأشار البيان إلى أن الحزب قرر إنهاء كافة الأنشطة التي كانت تُمارس باسمه، وتفكيك بنيته التنظيمية، مع نقل إدارة المرحلة المقبلة إلى زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، مطالباً بمنحه صلاحيات سياسية وضمانات قانونية تتيح له الإشراف على تطبيق هذا التحوّل.

واعتبرت قيادة الحزب أن الانتقال إلى العمل السياسي السلمي يشكل أساساً لبناء مستقبل قائم على المساواة والعدالة الاجتماعية، داعية الفئات المهمشة، ومن بينها العمال والفلاحون والنساء والشباب، إلى المشاركة في الحياة العامة ضمن أطر ديمقراطية.

وفي سياق متصل، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرّح قبل أيام بأن "نهاية حزب العمال الكردستاني باتت وشيكة"، مشيراً إلى أن كافة العقبات أمام تفكيكه قد أُزيلت.

وكان الحزب قد ألمح الجمعة الماضية إلى اقتراب اتخاذه "قراراً تاريخياً" بوقف العمل المسلح، ضمن ما وصفه بمبادرة جديدة للسلام مع الدولة التركية.