كان خبر استعداد حركة المُقاومة الإسلامية حماس إطلاق سراح الأسير الأمريكي "الإسرائيلي" عيدان الكسندر، بمثابو قنبلة أنفجرت في وجه حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، الأمر الذي أدى إلى موجة عارمة من الغضب في صفوف الشارع "الإسرائيلي"، وتنديد واسع بضعف الحكومة التي تخلت عن الأسرى "الإسرائيليين" لدى المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزَّة.
وأمس الأحد، أعلنت “حماس”، عن موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية (الأمريكية والإسرائيلية) عيدان ألكسندر، وذلك ضمن الخطوات المبذولة بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين في إطار السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح د. خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة ورئيس الوفد المفاوض، أن هذا القرار يأتي استجابةً للجهود التي تبذلها دول وسيطة، وعلى رأسها قطر ومصر وتركيا، مشيرًا إلى أن الحركة أبدت خلال الأيام الماضية "إيجابية عالية" في اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية.
وأكدت الحركة في بيانها استعدادها للدخول في مفاوضات مكثفة وجادة للوصول إلى اتفاق نهائي يشمل وقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن الاستقرار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب إعادة الإعمار ورفع الحصار المفروض على القطاع.
وثمّنت الحركة "الجهود المخلصة التي يبذلها الأشقاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية وتركيا"، مؤكدة التزامها بالعمل على تحقيق حل شامل ومستدام يضمن الأمن والاستقرار لأهالي القطاع والمنطقة.
وفي وقت سابق، أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن مفاوضات متقدمة تجري حالياً بين الحركة والإدارة الأمريكية بهدف التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح المصدر، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، أن المفاوضات التي بدأت منذ أيام تركز على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، بالإضافة إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الاتفاق بين حماس والولايات المتحدة الأمريكية يعني أنه إذا كنتم تحملون الجنسية الإسرائيلية فقط، فلا تتوقعوا شيئًا من حكومتكم، أو بكلمة أصبحت رائجة مؤخرًا: "موتوا". لا يتم أسركم بدون جنسية إضافية، خصوصًا تحت حكم نتنياهو. هذا ليس كلامي، بل ما أوضحه الرئيس الأمريكي".
ونقلت الصحيفة العبرية عن عائلات الأسرى بغزة: يجب أن نخرج من تصورات نتنياهو بأن الحرب ستعيد لنا الأسرى، واتضح ألا علاقة لحكومة "إسرائيل" بإعادتهم، وعليها إنهاء الحرب.
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن المستوى السياسي والعسكري في (إسرائيل) لا يعرفون حتى الآن ما هو الموعد المحدد لاطلاق سراح عيدان ألكسندر اليوم.
وأوضح موريا اسراف، أن بيان مكتب رئيس الوزراء بشأن إطلاق سراح عيدان ألكسندر، يدل على ضغط كبير من نتنياهو، بسبب الإجراء الأمريكي مع حماس، وترك (إسرائيل) خلف هذا الإجراء.
ومن جهته، عبر زعيم حزب الديمقراطيين المعارض ونائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يائير غولان عن غضبه، قائلًا "حقيقة أن عيدان ألكسندر، ولحسن حظه، ولد وهو يحمل الجنسية الأميركية، هذه بحد ذاتها عار وخزي. إنها فضيحة لدولة (إسرائيل)".
وتابع "لا أجد كلمات لأعبّر عن الصدمة العميقة من واقع أن جنديا في خدمة الجيش الإسرائيلي ترك لمصيره من قبل حكومة (إسرائيل)، واضطر إلى الاعتماد على الرئيس الأميركي من أجل أن يُفرج عنه".
وذكر عضو الكنيست، الجنرال احتياط غادي أيزنكوت عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وحماس لإطلاق سراح عيدان ألكسندر، أنه "بدل أن تتخذ الحكومة قرارات حاسمة، تختبئ خلف رواية أن العملية تمت دون مقابل وبمبادرة أميركية من دون علمها – هذا سلوك يعكس ضعفًا ويفتقر إلى الجدية".
وفي المقابل، قال وزير الحرب السابق "بني غانتس": "القلب يتسع بسبب عودة عيدان، ولكن المعدة تنقلب عند رؤية كيف لا تقوم الحكومة الإسرائيلية بالمبادرة أو تحمل المسؤولية".
وأكمل "جميع الأسرى في غزة هم مواطنون إسرائيليون وواجب إعادتهم يقع علينا، وحان الوقت لالتزام رئيس الوزراء بهذا الواجب".
وطالبت عائلات الأسرى "الإسرائيليين" في بيان لها، الحكومة باستغلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لتحقيق اختراق واتفاق شامل.
وأكدت العائلات، أن الإفراج المتوقع عن عيدان يظهر التزام قائد حازم تجاه مواطنيه.