حذّر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، باسم نعيم، من خطورة انخراط بعض الأطراف المحلية في تنفيذ مخططات تخدم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن ذلك يشكّل انحرافاً عن المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وقال نعيم في تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، إن "حق شعبنا في الحصول على طعامه وشرابه ودوائه ليس محل تفاوض، وعلى إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، أن تتحمل مسؤولياتها حتى وإن تصرفت ككيان مارق".
وشدد نعيم على أن جميع محاولات الاحتلال وداعميه في كسر إرادة الفلسطينيين من خلال التجويع والمنع المتعمد للدواء "باءت بالفشل"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "يعرف طريقه، ويدرك تمامًا الأثمان المطلوبة لتحقيق أهدافه العادلة".
كما نبه إلى فشل محاولات الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني في الوصول إلى المساعدات بعيدًا عن عسكرة العملية أو خضوعها لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مشيدًا بمواقف المؤسسات الدولية والمخاتير ووجهاء العائلات الذين رفضوا أن يكونوا أدوات في تنفيذ خطط الاحتلال للتحكم والتهجير.
وتطرق نعيم إلى الدور الأميركي، مشيرًا إلى أن الخطة الأمريكية المقترحة "لا تبتعد كثيرًا عن الرؤية الإسرائيلية"، رغم ما يظهر من خلافات بين واشنطن وتل أبيب. واعتبر أن هذه الخلافات "تكتيكية"، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تسعى لتحسين صورتها في المنطقة قبل زيارة مرتقبة، بعد فشل الضغوط التي مارستها على المقاومة لفرض اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت وتسليم الأسرى، دون وقف فعلي للعدوان أو انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وفيما أشارت الخطة الأمريكية إلى إشراك أطراف محلية في تأمين مراكز توزيع المساعدات، طالب هؤلاء الأفراد والمؤسسات بعدم الانزلاق إلى دور "الوسيط المحلي لمشاريع الاحتلال"، مؤكد أن هذه المسارات "ستفشل كما فشلت سابقاتها، وعلى رأسها مشروع الرصيف البحري الأمريكي".
ومنذ 2 آذار/ مارس، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية التي وصلت إلى ستويات كارثيّة.
ولأكثر من مرة، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، وحماس، ومؤسسات حقوقية، ومسؤولون أمميون، من مخاطر المجاعة وسوء التغذية "الحاد" الذي وصل إليه فلسطينيو غزة، خاصة الأطفال والكبار في السن، بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى القطاع.
وتتزامن هذه التطورات مع تزايد الضغوط الأميركية على إسرائيل لإبرام صفقة مع حركة حماس قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.