فلسطين أون لاين

ماذا قدمت لفلسطين صواريخُ اليمن؟

...
ماذا قدمت لفلسطين صواريخُ اليمن؟
د. فايز أبو شمالة

لم تقتل صواريخ اليمن العربي أي إسرائيلي، أكثر من 27 صاروخاً فرط صوتياً، أطلقت من اليمن، ولم تقتل إسرائيلي واحد، ولكنها جرحت بعض الإسرائيليين، وهذه الرؤية المادية البحثة لتأثير صواريخ اليمن في الميدان سمحت لبعض الجاهلين بالعمق الإستراتيجي للمعركة كي يقولوا ساخرين: كم إسرائيلي قتلت صواريخ اليمن؟ في الوقت الذي قصفت الراجمات الأمريكية مقدرات اليمن، وموانئه ومدنه.

صواريخ اليمن العربي أعطت لمعركة طوفان الأقصى عمقها العربي، فالمعركة ليست على أرض غزة فقط، المعركة امتدت حتى لبنان، وسوريا، والأردن الذي زحف شبابه على الحدود قبل حل تنظيم الإخوان المسلمين، ووصلت معركة طوفان الأقصى إلى مصر التي يهددها الرئيس الأمريكي ترمب بتهجير مئات آلاف الفلسطينيين إليها، ويهددها باقتحام قناة السويس عنوة ودون دفع الرسوم على السفن والناقلات الأمريكية، وقد امتدت معركة طوفان الأقصى إلى أرض السعودية؛ التي هددها نتانياهو بإقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها المقدسة.

صواريخ اليمن العربي التي نجحت في إخراج ملايين الصهاينة من غرف نومهم، وهم يرتدون لباس الخوف، أوصلت لهم الرسالة العربية، بأن قطاع غزة ليس وحيداً، وأن الامتداد الروحي لمعركة طوفان الأقصى تجاوز حدود الحصار الإسرائيلي، وقطع البحار، ووصل إلى اليمن العربي، وهذا التواصل العربي قابل للتمدد في كل لحظة إلى أماكن إضافية.

صواريخ اليمن العربي لم تكتف برسائل الخوف التي ضربت عصب الوجود الإسرائيلي، صواريخ اليمن العربي أغلقت البحر في وجه التجارة الإسرائيلية، وأغلقت الأجواء الإسرائيلية في وجه الشركات العالمية، التي أخذت التهديد اليمني على محمل الجد، وامتنعت عن استخدام المطار الإسرائيلي، وهذه ضربة أمنية قوية، فضحت الأكذوبة الإسرائيلية عن الأمن المطلق، وفضحت أكذوبة الاقتصاد الإسرائيلي الذي لم يعد في منأى عن خسائر الحرب.

عدونا الإسرائيلي لما يزل يكابر، ويهدد اليمن بالرد القوي، دون أن يستمع لرأي الكتاب والمفكرين الإسرائيليين الذين أجمعوا بأن الرد الإسرائيلي لن يرقى إلى مستوى القاذفات الأمريكية، التي قصفت اليمن، ولن يؤثر الرد الإسرائيلي على الشعب اليمني، الذي قدم التضحيات، ولم يرتعب من الوحش الأمريكي، وواصل مشوار التحدي، والربط بين المعركة على أرض غزة وأرض اليمن.

 صواريخ اليمن التي قطعت مسافة 2000 كيلو متر في عشرة دقائق، وضعت الأنظمة العربية القريبة من حدود فلسطين في موضع الحرج والارتباك، إذ كيف نجح اليمن البعيد في قصف المطار الإسرائيلي؟ ونجح في التوحد مع أهل غزة بالمصير والهدف؟ في الوقت الذي قصرت فيه دول الجوار العربي عن إدخال رغيف خبز لجوعى غزة.

بعض المراقبين لا يرون إلا ظاهر المشهد، والمتمثل في الاستكانة العربية والخنوع، وهذا الذي يطفو على السطح، ولكن لا يعرف ما يدور في باطن الأحداث إلا الزمن المتغير، وما يتفاعل في جوف النفس العربية الأبية من براكين غضب ثائرة، والتي قد تتفجر في كل لحظة حقداً بعيد المدى ضد العدوان والخذلان.

المصدر / فلسطين أون لاين