ألغت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، قرار إقالة رئيس الشاباك، رونين بار، عقب إعلانه الاستقالة منتصف حزيران المقبل.
وأوضح الإعلام العبري، أن القرار جاء لتتجنّب صدور حكم قضائي من المحكمة العليا حول الالتماسات المقدمة، في ظل أزمة ثقة بين بار ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية فشل الجهاز في منع هجوم 7 أكتوبر.
وأشارت تقارير إلى أن قرار حكومة بنيامين نتنياهو جاء في محاولة لقطع الطريق أمام صدور قرار قضائي عن المحكمة العليا بشأن الالتماسات المقدمة ضد إقالة بار، في ظل تصاعد المواجهة غير المسبوقة بين رئيس الحكومة ورئيس الشاباك، والتي هددت بالانزلاق إلى أزمة دستورية.
وبينما تبدو الاستقالة وكأنها تطوي المسار القضائي المرتبط بالقضية، إلا أن المشهد القانوني لا يزال مفتوحًا على عدة احتمالات.
وذكرت هيئة البث، أن المحكمة العليا أمامها ثلاثة خيارات مركزية: الأول يتمثل بإعلان فقدان الالتماسات لجدواها وبالتالي إغلاق الملف؛ والثاني يشمل النظر في تفاصيل القضية والبت في الطعون القانونية المقدمة، وهو الخيار الذي يدفع به بار نفسه والذي أكد أنه يتوقع أن تحسم المحكمة في الملف.
أما الخيار الثالث، بحسب هيئة البث، فهو إصدار قرار يتضمن موقفًا مبدئيًا يتعلق بأهمية اتباع الإجراءات القانونية السليمة ومكانة رئيس الشاباك، دون الدخول في الوقائع المحددة للقضية، مع توصية بالتوصل إلى تسوية بين الحكومة وبار حول موعد تنحي الأخير.
واعتبرت القناة أن الخيار الثالث هو الأكثر احتمالاً، وهو أن تصدر المحكمة العليا قرارًا لا يتناول التفاصيل الدقيقة، بل يركز على المبادئ المتعلقة باحترام الإجراءات القانونية ومركزية مكانة رئيس الشاباك واستقلالية الجهاز.
ورأت القناة أن استقالة بار قد تسهم بشكلٍ غير متوقع في تمكين المحكمة من اتخاذ موقف قوي، حيث تقلص احتمال حدوث أزمة دستورية في حال رفض الحكومة الامتثال لحكم قضائي، مشيرة إلى أن "استقالته بدت كأنها انتصار للجهة التي تعارض إصدار حكم قضائي بهذا الشأن".
وكان بار قد أعلن استقالته يوم الاثنين بسبب فشل الجهاز في التحذير من هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وإشعال حرب في قطاع غزة.
وقال بار خلال حفل تأبين لجنود الشاباك الذين سقطوا في الحرب: "بعد سنوات على جبهات عديدة، في ليلة واحدة، على الجبهة الجنوبية، سقطت السماء. انهارت جميع الأنظمة، كما فشل جهاز الأمن العام (الشاباك) في إصدار تحذير".
وأضاف: "على كل من فشل في منع الهجوم أن يحني رأسه في تواضع أمام القتلى والجرحى والمخطوفين وعائلاتهم ويتحرك وفقًا لذلك".
وقدم بار وثيقة إلى المحكمة العليا الأسبوع الماضي، اتهم فيها نتنياهو بمحاولة استغلال جهاز الشاباك لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية.

