في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه على قطاع غزة ظهرت منصة "جسور نيوز" للترويج لتطبيع الشعبي مع ودولة الاحتلال وتلميع صورتها.
وتقود منصة "جسور نيوز" حملات دعائية تهدف إلى التأثير على الرأي العام العربي لقبول دولة الاحتلال من خلال محتوى يبدو محليًا، لكنه يدار من جهات خارجية.
تشير تقارير إلى أن "جسور نيوز" تدار من نيويورك بواسطة ما يسمى مركز اتصالات السلام الإسرائيلي، بقيادة مايكل ناحوم، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في المركز.
يعرف ناحوم بإجادته للغتين العربية والعبرية، وخبرته في التعامل مع وسائل الإعلام في المنطقة.
مصادر فلسطينية أكدت أن المنصة ممولة إسرائيلية وإماراتية.
يعمل المركز تحت رئاسة جوزيف براود، وتشارك في إدارته هديل عويس، التي تقود الاتصالات العربية للمركز وتعمل أيضًا كمراسلة لصحيفة الرياض السعودية.
منذ انطلاق نشاطها في أبريل 2024، نشرت "جسور نيوز" نحو أربعين فيديو، ركزت على مواضيع تروج للرواية الإسرائيلية ضد حركات المقاومة، وتدعم التطبيع.
شملت التقارير اتهامات لجماعة أنصار الله بتجنيد الأطفال، وزعمت أن العمليات اليمنية ضد السفن المرتبطة بدولة الاحتلال أضرت بالصيادين اليمنيين. كما تناولت تقارير عن الثقافة اليهودية في اليمن، مثل تقرير عن سالم الشبزي، وتقريرًا عن شجرة البن في اليمن.
تعتمد المنصة على إعلانات ممولة تظهر للباحثين عن مواضيع تتعلق بالمعاناة في قطاع غزة أو مواضيع أخرى ذات صلة، وتستخدم أسماء عربية لجذب المتابعين.
يظهر من خلال الإعلانات أن المعلن هو ميشيل ناحوم، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للمنصة.
وحذر مراقبون من أن "جسور نيوز" تمثل جزءًا من حملة دعائية تهدف إلى التأثير على الرأي العام العربي، وترويج التطبيع مع الاحتلال.
هديل عويس
هديل عويس، سورية من مواليد 1993، بدأت مسيرتها السياسية في خضم الثورة السورية، حيث اعتُقلت عام 2011 من قبل النظام السوري لمشاركتها في الاحتجاجات. في عام 2012، ساعدها وفد أمريكي خلال تواجدها في جنيف على الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك انخرطت في نشاط إعلامي وسياسي واضح، يركز على نقد أنظمة المنطقة، مع تقاطع ملحوظ في خطابها مع السردية الإسرائيلية.
عملت عويس مع عدد من المؤسسات البحثية والإعلامية الأمريكية، من بينها مشروع "فيلوس" (Philos Project) الذي يُعنى ببناء جسور بين المسيحيين في الشرق الأوسط والغرب، كما نشرت مقالات لصالح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو مؤسسة بحثية تأسست على يد باربي وينبرغ، زوجة أحد رؤساء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، ويُعد أحد مراكز التفكير الداعمة لـ(إسرائيل) في واشنطن.
علاوة على ذلك، تشغل عويس منصب مديرة التوعية العربية في منظمة "جيمينا" (JIMENA)، بدعوى تعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال تسليط الضوء على المجتمعات اليهودية في الدول العربية.

