أكد الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي أن العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة توسعت بشكل يفوق ما كان مخططاً له، معتبراً أن ذلك يشكل "أكبر دليل على أن الخطط العملياتية الإسرائيلية لم تكن دقيقة أو محسوبة بشكل صحيح".
يأتي ذلك تعليقًا على المعركة التي دارت بين مقاتلي كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وقوات إسرائيلية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة ضابط وجنود إسرائيليين.
وأوضح الصمادي في تصريحات صحفية، أن فصائل المقاومة الفلسطينية نجحت في مفاجأة جيش الاحتلال وأحدثت نقصاً حادًا في قواته، إضافة إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوفه، مما أربك خططه الميدانية.
وأشار إلى أن المقاومة غيّرت من تكتيكاتها العسكرية بعد تعميق انتشار قوات الاحتلال داخل غزة، إذ كانت في بداية المواجهة تتجنب خوض المعارك التصادمية المباشرة بسبب الأحزمة النارية التي اعتمدتها إسرائيل وسياسة الأرض المحروقة، لكنها عادت بقوة مع تغير المعادلات الميدانية.
ولفت الصمادي إلى أن المقاومة تزداد خبرة واحترافية مع استمرار المعركة، مستغلة حالة الإرهاق المتزايدة بين صفوف جنود الاحتلال وتدني معنوياتهم، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الأخطاء والخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، شدد الصمادي على أن فشل حكومة الاحتلال في تجنيد اليهود المتشددين "الحريديم" للانخراط في الخدمة العسكرية يزيد من الضغوط الملقاة على جيش الاحتلال، ويستنزف قوات الاحتياط، مما يفاقم الخسائر الاقتصادية والعسكرية في إسرائيل.
وقد أعلن جيش الاحتلال، السبت، مقتل أحد عناصرها (نيتع يتسحاك كاهانا) وهو من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة نقيب (عيدو فولوخ) وإصابة 3 جنود آخرين في اشتباك مسلح وقع أمس في حي الشجاعية.
وبحسب التحقيقات الأولية، خرجت قوة من لواء الاحتياط 16 الإسرائيلي لتنفيذ غارة هجومية على بعد نحو كيلومتر ونصف من السياج الحدودي. بعد تنفيذ عمليات التمشيط، تمركز مقاتلو وحدة "اليماس" (المستعربين) في المنطقة لنصب كمين للمقاومة.
عند الساعة 16:25 عصرًا، وصلت خلية مسلحة فلسطينية إلى موقع الكمين، ودارت اشتباكات عنيفة داخل أحد المباني، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي من وحدة المستعربين.
فورًا، بدأت عملية إنقاذ معقدة، استدعت حشد قوات إضافية، لتجد نفسها تحت نيران كثيفة من خلايا المقاومة التي أطلقت النار خمس مرات على الأقل على فرق الإخلاء خلال ساعتين من الاشتباك.
وفي التفاصيل، أطلق صاروخ مضاد للدروع على آلية عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح متوسطة. لاحقًا، استهدفت دبابة من كتيبة 46 بصاروخين آخرين، دون تسجيل إصابات في المحاولة الأولى، فيما أدى صاروخ ثالث إلى مقتل ضابط وإصابة جندي آخر بجروح.
واستمرت المواجهات بإطلاق صاروخ رابع ونيران أسلحة خفيفة باتجاه القوات الإسرائيلية، مما أسفر عن إصابة جنديين إضافيين، في مشهد يعكس ضراوة المقاومة وتعقيد الميدان أمام القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق غزة.
وقد نقلت القناة 12 عن الجيش الإسرائيلي قوله إن عمليات إجلاء المصابين من حي الشجاعية الجمعة كانت معقدة واستمرت ساعتين وشهدت 5 اشتباكات.
كما ذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن قائد "لواء القدس" -لواء 16- بجيش الاحتلال أصيب بجراح خطرة خلال الاشتباكات مع المقاومة في حي الشجاعية بغزة السبت.
ويوم الجمعة قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، إن مقاتلي القسام يخوضون معارك بطولية، وينفذون كمائن محكمة، و"يتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة، بالمكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها".
وأضاف أبوعبيدة، في تدوينات على تلغرام، أن بطولات المجاهدين في الميدان، من بيت حانون إلى رفح، مفخرة ومعجزة عسكرية، وحجة على كل شباب الأمة وقواها.
وأكد أن مجاهديهم في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة، وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة.