طالب رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل بضرورة التوافق على رؤية مشتركة للمشروع الوطني الفلسطيني ليستعيد زمام المبادرة ومعرفة ما هو الهدف الوطني الذي نريده.
وشدد على أنه بعد إنجاز المصالحة يجب إعادة بناء المؤسسات الوطنية وتوحيدها، نريد قيادة واحدة وحكومة واحد ومنظمة تحرير فلسطينية واحد ومجلس وطني واحد ومجلس تشريعي واحد.
وقال مشعل في كلمة له اليوم الخميس من الدوحة عبر تقنية الفيديو كونفرنس خلال مؤتمر الأمن القومي الخامس بغزة في ورقة عمل بعنوان "المشروع الوطني الفلسطيني": "الانقسام لم يكن خيار حماس وينبغي ألا نضيع فرصة المصالحة والإسراع بالتخفيف عن غزة والعمل معا بروح طيبة".
وأشار إلى أن المطلب الثالث هو وجود إدارة موحدة مشتركة لخوض المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، وامتلاك كل أوراق القوى المتاحة لتشكيل الضغط على الاحتلال من ملاحقته دوليًا وبالتمسك بكافة أشكال المقاومة، وإلغاء التنسيق الأمني.
وأما المطلب الرابع في الحل فهو وجود إدارة موحدة ومشتركة للقرار السياسي، فيجب استيعاب الكل الفلسطيني في الداخل والخارج بالمشروع الوطني مكاناً ودوراً.
وختم بالمطلب الخامس، بضرورة الحاجة إلى برنامج "إنعاش" بمجموعنا الوطني لمعالجة أزماتنا المزمنة لنستعيد الثقة عند شعبنا ونخرج من الاحتقانات والأوضاع الصعبة التي يعيشها أهلنا في غزة والضفة والقدس والشتات.
وأشار مشعل إلى أن جملة من العلل طرأت على المشروع الوطني الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة أثرت عليه بشكل كبير.
وبين أن العلة الأولى هي الخلاف السياسي الذي حصل بعد أوسلو في استحداث تباينات وانعكاسات على عناوين القضية السياسية وفقدان القدرة والإبداع الفلسطيني على احتواء واستيعاب التجاذبات السياسية، مشددًا على أن أوسلو شكلت محطة مهمة في تعزيز الانقسام وتعميقه.
ولفت إلى أن العلة الثانية هي الخلافات والانقسامات بين مكونات المشروع الوطني، وبين أبناء الشعب الواحد وقواه وفصائله المناضلة السياسية وبين القيادات، وصولاً إلى الانقسام الذي كان خلال العشر سنوات الأخيرة، وطغيان الصورة الحزبية على الصورة الوطنية في كل شيء.
وقال: "الانقسام ليس فقط في النظام السياسي والمؤسسات والسلطة، بل تحول الى انقسام في القرار السياسي وانقساما اجتماعيا"، مبينًا أن حماس تعمل على تحقيق كل متطلبات المصالحة الفلسطينية رغم جميع التباينات.
وأضاف: قرار حماس في المصالحة كان في اللحظة الأولى لأن الانقسام ليس خيارنا، وكل ما جرى الاتفاق عليه في العواصم العربية، كلها اتفاقات حماس شريكة فيها وملتزمة بكل ما وقعت عليه
وفيما يتعلق بالعلة الثالثة، نوه إلى تراجع موقع المقاومة في عقل القيادة الفلسطينية، مؤكدًا أنه لم يكن التراجع في عقل ووجدان الشعب الفلسطيني، بل في عقل القيادة الفلسطينية، وتراجع القناعة والقدرة على المزاوجة بين المقاومة والسياسة.
وأضاف: "العلة الرابعة تكمن في تراجع دور الشعب الفلسطيني في الشتات"، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني في الخارج لم يُخير أن يعيش خارج الوطن، ومن مسؤولية وحق هذا الشعب أن يفسح له المجال للعمل في المشروع الوطني.
وحمّل القيادة الفلسطينية مسؤولية تراجع دور الشعب الفلسطيني في الشتات بالمشروع الوطنيا، كونها اختزلت القضية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن العلة الخامسة التي أصابت المشروع الوطني هي حالة العجز والترهل التي أصابت المؤسسات الوطنية عامة وخاصة منظمة التحرير، منوهًا إلى أن المشروع الوطني يريد قيادة وريادة ومرجعية للكل الفلسطيني.
وأما تراجع موقع القضية الفلسطينية وأولوياتها في السياسة العربية فهي العلة السادسة نظرًا لوجود التجاذبات السياسية الداخلية في كل دولة.
وأما العلة السابعة فهي تتمثل في هرولة بعض الدول العربية إن كانت لها حاجة لدى أمريكا لتتقرب للاحتلال الإسرائيلي، أو للتغطية على مشاكلها الداخلية، وبعض الأطراف العربية تتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها "كيس" يسددون فواتيرهم والتزاماتهم فيه.
وقال: "بعض الأطراف العربية مارست ضغطاً على السلطة الفلسطينية من أجل تغيير بنود المبادرة العربية"، منوهًا إلى أن شعبنا خاض معركة الأقصى الأخيرة في ظل انكشاف عربي لأول مرة.