فلسطين أون لاين

أطفال يرضعون الموت.. حليب منتهي الصلاحية أحدث ضحايا حصار غزة

فلسطين أون لاين

جالت سامية شحيبر بين بسطات السوق شرقي مدينة غزة، تبحث عن حليب لطفلها ذي الثلاثة أشهر. وبعد عناء، عثرت على علبة تبقى على انتهاء صلاحيتها شهر واحد فقط.

أخذت شحيبر (30 عاماً) تُفاصل البائع لشراء علبة الحليب بسعر أقل مما طلب، ولكن دون جدوى؛ فهو متمسك بسعره لأن غالبية حليب الأطفال المتوفر في الأسواق انتهت صلاحيته، أو شارفت على الانتهاء خلال أيام قليلة.

سحبه من الأسواق

تقول شحيبر، وهي أم لأربعة أطفال، لصحيفة "فلسطين": "في العادة أبتاع علب الحليب من الصيدلية، ولكن في الظروف الحالية يوجد نقص كبير في أنواع الحليب وكمياته، وغالباً ما يتوفر بكثرة على البسطات في السوق، ويكون سعره أرخص بكثير من الصيدلية. أضطر لشرائه رغم أنه قد يكون تعرض لساعات طويلة لأشعة الشمس، ولكن لا خيار آخر أمامي".

وتضيف: "والأخطر أن معظم الحليب منتهي الصلاحية، وأرفض شراءه رغم محاولات صاحب البسطة إقناعي بأن الحليب يبقى صالحاً للاستخدام حتى بعد شهر من انتهاء تاريخ صلاحيته، ولكني أعلم أن خواصه ولونه يتغيران فور انتهاء صلاحيته".

وتتابع: "لا بد أن تقوم الجهات الحكومية بسحب حليب الأطفال من الأسواق وإتلافه، لخطورته على صحة الأطفال".

من جانبه، يبرر طارق أبو ناجي، صاحب بسطة لبيع حليب الأطفال، بيعه لحليب انتهت صلاحيته منذ أسبوعين، بالإقبال الكبير من الناس على شرائه، لا سيما من قِبل أصحاب المؤسسات والجمعيات الخيرية.

ويقول أبو ناجي لـ"فلسطين": "قبل يومين كان لدي 50 علبة من الحليب منتهية الصلاحية، وبعضها تبقى بضعة أيام على انتهائها، وجاء أحد العاملين في الجمعيات التي توزع مساعدات، وقام بشراء الكمية كاملة رغم أنني أخبرته بانتهاء صلاحيتها".

ويتابع: "ليس حليب الأطفال فقط من انتهت صلاحيته، بل هناك الكثير من الأغذية تباع على البسطات رغم انتهاء صلاحيتها، ولها زبائنها. في هذه الحرب، أكل الناس في غزة كل شيء صالح للأكل أو غير صالح، فالمجاعة تفتك بنا، كما أن انخفاض أسعار تلك السلع مقارنة بمثيلاتها ذات تاريخ الصلاحية الأطول يجعلها أكثر طلباً".

الإقناع بصلاحيته

أما هيثم وادي، فقد تفاجأ بعدما اشترى علبة حليب أطفال من إحدى البسطات بأنها منتهية الصلاحية. ويقول إن البائع لم يخبره بذلك، ولم يتأكد هو من تاريخ الإنتاج، حيث وضع ثقته بالبائع لأنه يبيع طعاماً لأضعف فئة، وهم الأطفال الرضع.

يقول وادي لـ"فلسطين": "استأت من الأمر، ورغبت في إرجاع العلبة للبائع، ولكن بعد السوق عن منطقة سكني واضطراري إلى قطع المسافة مشياً على الأقدام في ظل عدم توفر وسائل المواصلات جعلني أعدل عن الفكرة".

ويتابع: "بعض أصدقائي حاولوا إقناعي بأن علبة الحليب تبقى صالحة لمدة شهر بعد انتهاء صلاحيتها طالما أنها لم تُفتح وتتعرض للهواء، لكني ما زلت متردداً في إعطائها لطفلي الذي لم يتجاوز الثلاثة أشهر، خوفاً من أن يصيبه مكروه، في ظل شح الأدوية وخروج العديد من المراكز الصحية عن الخدمة بسبب تدميرها".

أما هالة كحيل، فاستبشرت خيراً حين وصلتها رسالة من إحدى الجمعيات بضرورة التوجه لاستلام علبة حليب أطفال لطفلتها ذات العشرة أشهر. لكنها تفاجأت بعد استلام العلبة بأنها منتهية الصلاحية. وعندما أخبرت المشرف على التوزيع بذلك، صدمها رده: "هي الموجود، لا تعطيه لطفلك، اصنعي منه الحليب أو اللبن الخضيض".

يُذكر أن حليب الأطفال يُصنّع بتاريخ صلاحية محدد، تكون فيه مكوناته والعناصر الغذائية في ذروة فائدتها. وبعد انقضاء فترة الصلاحية، تبدأ هذه العناصر بفقدان فاعليتها وثباتها وجودتها، وقد تنفصل مكوناته وتكوّن مزيجاً غير متجانس.

وتجدر الإشارة إلى أن حليب الأطفال منتهي الصلاحية أو الفاسد قد يُعرّض الطفل للمرض، إذ قد يسبب التقيؤ أو الإسهال، وقد يؤدي إلى الحمى، وهي جميعها أعراض غير مرغوبة قد تسبب مشاكل صحية في حال عدم السيطرة عليها. لذلك يُفضّل عدم استهلاك حليب الأطفال منتهي الصلاحية بأي شكل من الأشكال.

اخبار ذات صلة