فاز فيلم فلسطيني من قطاع غزة بعنوان "الفتاة المعجزة" بالجائزة الكبرى في مسابقةٍ دولية أطلقتها مؤسسة "كونكت هير" لدعم صانعي الأفلام الوثائقية الذين يركّزون على قضايا المرأة ومعاناتها وخاصةً في الحروب.
اختارت الصحفية "مرام عليان" أن تسلِّط الضوء على النساء الفلسطينيات الصّامدات في قطاع غزة، اللواتي صنعن أساطير القوة والتحدي خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
لم يكن الأمر سهلًا على الصحفية مرام عندما بدأت الاستعداد لتصوير الفيلم وإعداده، وهي التي تعيش النزوح والقصف المتواصل والفقد للأهل والأصحاب.
عاشت مرام صاحبة الفيلم تفاصيل مختلفة، ربّما لم بكن لها أن تكتبها أو تصوّرها في فيلمها القصير، لكن أصوات طائرات الاستطلاع التي ظهرت في بداية الفيلم لخّصت الكثير من المُعاناة التي عاشتها مرام وهي تركض من نقطة لأخرى وتسير المسافات الطويلة لإكمال الفيلم، لتكون صوتًا لمعاناة أهالي قطاع غزة، الذين يحوّلون معاناتهم لقصصٍ تستحق أن تروى في المحافل الدّولية.
الفتاة المُعجزة
وثّقت مرام في فيلم بمدة 6 دقائق و41 ثانية قصةً بعنوان "الفتاة المعجزة" وتعود تفاصيلها لفتاةٍ من غزة عاشت الحرب بكل تفاصيلها، وبقيت صامدةً تحت زخات الرصاص والقصف المتواصل في شمال قطاع غزة.
راما الدريملي (22 عامًا)، بطلة القصة التي طالما لُقبت بـ"معجزة مستشفى الشميسي"، تعرضت لحريق في عمر السنة ونصف، وكانت الحروق أبلغ من أن تصنّف من درجة الحروق، الأمر الذي جعل الجميع يفقد الأمل في أن تبقى راما على قيد الحياة.
مكثت راما فترة في غرفة العناية المركزية، وبعد أبوع من تأكيد الأطباء أنها لن تبقى على قيد الحياة، كانت المعجزة بأن استيقظت راما وعاشت وبدأت تكتب قصّة التحدي والمواصلة رغم الألم.
راما وحرب الإبادة الجماعية على غزة
تتابع راما قصتها: "قررت أن أتحدّى كل الصعوبات، وبدأت العمل والسعي، والحقيقة أنّ الله أكرمني بأن أكون مصدر إلهام للجميع".
واصلت الطريق إلى أن بدأت حرب الإبادة الجماعية، وتغوّل الاحتلال في عدوانه وقصف كل ما يتحرك في غزة، وبدأت معاناة الجوع والنزوح من مكان لآخر، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ورغم كل هذا الدّمارـ قرّرت "الفتاة المعجزة" ألّا تجلس في انتظار الأيام.
صمدتْ راما في شمال قطاع غزة، رغم كل التهديدات المحيطة والاجتياحات البرية، والشحّ القاتل في كل مستلزمات الحياة.
تضيف راما: "انقطع الغاز في غزة بأوامر صهيونية، وبطبيعة الحال كان ممنوعًا الاقتراب من النّار أو المُجازفة بالطهي من خلال الحطب، لكنّي كنتُ مضطرة، واتّخذت الأمر تحديًا، والحقيقة أنّه أثَّر سلبًا، لكن "ما باليد حيلة".
رغم كل الصعوبات المحيطة، والقصف المتواصل الذي كان ينذر راما بأنها ربما تكون "الهدف التّالي" إلا أنها رفضت الاستسلام، وتقول : أتنقّل الآن من منطقة لأخرى، وأسير مسافاتٍ طويلة رغم الخطر، وعدم توفر المواصلات، إلا أنّي أُجبر أن أبقى تحت الشّمس فترةٍ طويلة، كي أنجز أعمالي ومهامي".
تختم راما قائلة: " سأكمل طريقي، لا يمكن أبدًا لي أن أستسلم، أريد المواصلة بالإصرار والعزيمة، وأكمل معجزتي التي بدأتُها رغم الحرب".