فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"نرفض القتال لأجل أجندات سياسية"..

طيارو جيش الاحتلال يتمردون على حرب غزة

...
طيارو جيش الاحتلال يتمردون على حرب غزة
غزة/ عبد الله يونس

لا يعبر تمرد طياري سلاح جو الاحتلال عن حدث عابر، بل يمثل شرخًا حقيقيًا داخل المؤسسة العسكرية ويعكس تصاعد التوتر والانقسام في المجتمع الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب على غزة.

ويرى خبيران في الشأن الإسرائيلي أن تمرد طياري الاحتلال يحمل دلالات عميقة على تآكل الثقة بين الجنود والقيادة السياسية، وعلى فشل المسار العسكري في تحقيق أهداف الحرب. كما حذّرا من أن قمع هذا التمرد قد يؤدي إلى مزيد من الانفجارات الصامتة داخل الجيش، ويؤثر سلبيًا في الروح المعنوية لقوات الاحتلال وجبهته الداخلية.

وطالب نحو 1000 جندي وضابط احتياط حاليين وسابقين في سلاح جو الاحتلال بوقف فوري للحرب على غزة مقابل استعادة الأسرى، مؤكدين أن استمرار العمليات يخدم أجندات سياسية لا علاقة لها بالأمن.

الرسالة التي وقّعها كبار الضباط، بينهم رئيس الأركان الأسبق داني حالوتس، وصفت الحرب بأنها فقدت أهدافها وتحولت إلى عبء، محذّرة من أن استمرارها سيؤدي لمزيد من الضحايا.

وفي أول رد فعل، قرر قائد سلاح الجو تومر بار إقالة الطيارين الموقعين على البيان، وسط ما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"عاصفة داخل المؤسسة العسكرية".

هشاشة غير مسبوقة

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي وديع أبو نصار لـ "فلسطين أون لاين" إن رسالة الطيارين الاحتياط "تكشف هشاشة غير مسبوقة داخل أحد أكثر الأجهزة العسكرية تطورا في (إسرائيل)".

وأضاف أن "سلاح الجو كان دائما يُنظر إليه على أنه الذراع الأقوى والأكثر انضباطًا، لكن ما حدث يكشف أن الجنود باتوا غير واثقين من نجاعة الحرب أو من نوايا القيادة السياسية".

ويتابع أبو نصار: "عندما يوقّع ألف طيار وضابط احتياط على رسالة تطالب بوقف الحرب، وتؤكد أن استمرارها يخدم أجندات شخصية وسياسية، فإن هذا مؤشر خطير على عمق التململ داخل جيش الاحتلال".

وأشار إلى أن أبرز دوافع هذا التمرد تعود إلى "الشعور المتزايد بأن القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو، تُطيل أمد الحرب لأهداف تتعلق ببقائه السياسي، وليس لحماية الأمن القومي أو إعادة الأسرى".

وبين أن نصار أن "الطيارون يدركون أن القوة الجوية، رغم استخدامها الكثيف، لم تحقق هدفا استراتيجيا واضحا منذ بدء الحرب، بل فاقمت عزلة إسرائيل دوليا بسبب جرائم الحرب بحق السكان للمدنيين ورفعت منسوب الغضب الداخلي".

وحذّر أبو نصار من أن "إقالة الطيارين بدلاً من فتح حوار معهم، سيؤدي إلى نتائج عكسية، وسيدفع آخرين للصمت الظاهري والرفض الداخلي، مما يهدد تماسك المؤسسة العسكرية من الداخل".

وختم بالقول: "نحن أمام لحظة مفصلية، هذا التمرد قد يكون بداية لانكشاف تصدعات أعمق داخل الجيش، وقد نشهد قريبًا أصواتًا مشابهة من سلاح البر أو المخابرات".

إعلان تمرد

من جهته، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر أن "تمرد طياري سلاح الجو ليس فقط تعبيرا عن اعتراض مهني، بل هو إعلان تمرد موجّه للقيادة الإسرائيلية بأن الحرب فقدت شرعيتها وهدفها".

وقال جابر لـ"فلسطين أون لاين" أن "هؤلاء الطيارين يدركون أن استمرار القصف لا يقرب (إسرائيل) من تحرير أسراها، بل يعقّد فرص التفاوض"، مشيرا إلى أن "التجارب السابقة، كصفقة شاليط، أثبتت أن الحل العسكري ليس هو الطريق لاستعادة الأسرى".

وأوضح أن من أبرز أسباب التمرد "فقدان الثقة في القيادة، خصوصا مع تزايد القناعة بأن نتنياهو يستخدم الحرب كوسيلة للهروب من أزماته القضائية والسياسية"، مضيفا: "الطيارون يقولون بصوت عال ما يفكر فيه كثيرون في المؤسسة الأمنية، لكنهم لا يجرؤون على التصريح".

وأكد جابر أن هذه الرسالة "ستترك أثرا نفسيا كبيرا داخل صفوف الجنود، لا سيما من هم في الجبهة أو على أهبة الاستعداد، إذ أن الطيارين يمثلون نخبة الجيش، وإذا شكّكوا في أهداف الحرب، فهذا يضعف القناعة العامة بجدواها".

كما اعتبر أن "الإقالات قد تنجح في قمع التمرد مؤقتا، لكنها لن تزيل أسبابه"، متوقعا أن "نشهد خلال الأسابيع المقبلة أشكالا جديدة من التمرد الصامت، مثل رفض تنفيذ أوامر أو انسحاب طوعي من الخدمة".

وختم قائلاً: "(إسرائيل) تخوض حربا لم تعد تعرف كيف تنهيها، وتمرد الطيارين هو أول جرس إنذار داخلي بأن السفينة تبحر بدون بوصلة".

المصدر / فلسطين أون لاين