حذّر استشاري الطب البيطري د. سعود الشوا من التداعيات الكارثية التي لحقت بقطاع الإنتاج الزراعي الحيواني في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أن ما جرى هو تدمير ممنهج يطال أحد أبرز أعمدة الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.
وقال الشوا لصحيفة "فلسطين" أمس، إن العدوان دمّر بالكامل البنية التحتية لقطاع الثروة الحيوانية، ما أدى إلى انهيار سلاسل القيمة وفقدان آلاف الأسر مصادر دخلها، ناهيك عن الانعكاسات الصحية الخطيرة الناجمة عن تراجع حاد في توفر اللحوم والألبان والأسماك.
وبيّن الشوا أن القطاع الصحي تأثر مباشرة نتيجة نقص مصادر البروتين الحيواني، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في حالات سوء التغذية، وفقر الدم، والأنيميا، خاصة بين الأطفال والنساء النازحات، بعد فقدان اللحوم البيضاء (الدجاج والبيض والحبش) واللحوم الحمراء (الأغنام والعجول) والأسماك.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الشوا إلى أن آلاف العاملين في قطاع الدواجن خسروا أعمالهم نتيجة تدمير الفقاسات، المزارع، مصانع الأعلاف، وشاحنات النقل، إلى جانب منع استيراد الأعلاف الجاهزة.
وأضاف أن مزارع الأغنام والماعز فقدت أكثر من 50,000 رأس، فيما دمرت نحو 5,000 بقرة حلوب، وأغلقت مصانع الألبان المحلية بالكامل. كما تعرضت مزارع تسمين العجول (نحو 20,000 رأس) للدمار الكامل، إلى جانب انهيار قطاع الصيد البحري، وفقدان أكثر من 4000 صياد لمصدر رزقهم.
خطة لإعادة التأهيل
وطرح الشوا خطة عملية لإعادة تأهيل القطاع الحيواني المدمر حال انتهاء الحرب، تتضمن ثلاث مراحل رئيسية:
الأولى، تقييم قطاع الدواجن، من خلال دراسة ميدانية لحصر الفقاسات والمزارع القابلة للتشغيل، وتقدير حاجتها من بيض التفريخ والأعلاف، سواء بالإنتاج المحلي أو بالاستيراد من مصر والضفة الغربية.
المرحلة الثانية، دعم قطاع الأغنام والماعز، عبر استيراد سلالات منتجة (مثل أغنام العساف العشار وماعز السانين الحلوب) لتوزيعها على المزارعين في مزارع سليمة أو قابلة للتأهيل.
والمرحلة الثالثة، إعداد دراسة لقطاع الأبقار والأسماك، تشمل مصانع الألبان، مزارع التسمين، إعادة تشغيل مزارع الأسماك، ومرافق الصيد.
وختم الشوا بدعوة عاجلة للمؤسسات الدولية والعربية والإنسانية إلى التحرك الفوري لدعم خطة إعادة التأهيل، مؤكداً أن إنقاذ هذا القطاع ضرورة وطنية وإنسانية لحماية صحة وكرامة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، وضمان الحد الأدنى من الأمن الغذائي والاجتماعي.