انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلوب الرسوم المتحركة الشهير لستوديو جيبلي، مؤكدين أن ذلك يعد إهانة للرسائل المناهضة للحرب التي يحملها هذا الأسلوب الفني. وجاءت هذه الانتقادات بعد نشر صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لجنود إسرائيليين مستوحاة من أسلوب الرسوم المتحركة المميز للمخرج الياباني هاياو ميازاكي.
وتُعرف هذه الظاهرة باسم "اتجاه جيبلي"، حيث يقوم المستخدمون بإنشاء صور ومشاهد تاريخية وأحداث عالمية بأسلوب مميز يشبه أعمال ستوديو جيبلي الذي شارك ميازاكي في تأسيسه. وقد تفاعل العديد من الأشخاص مع هذا الاتجاه على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الإدارات الحكومية.
في 30 مارس/آذار، نشر الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي على موقع X (المعروف سابقًا باسم تويتر) أربع صور تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر جنودًا إسرائيليين في مواقع عسكرية، مثل جنود مشاة يقفون بأسلحتهم، وبحارة يديرون مدافع مضادة للطائرات، وجنودًا في طائرة إف-15، وكورفيت بحرية، كلها على طراز جيبلي. جاء في التسمية التوضيحية: "لقد اعتقدنا أننا سنستمتع أيضًا بصيحة جيبلي".
لم يتأخر رد الفعل على هذا المنشور، حيث عبّر العديد من الأشخاص عن غضبهم واستنكارهم، مشيرين إلى أن الجيش الإسرائيلي قد استخدم هذا الأسلوب الفني لتجميل صورته، في وقت يواجه فيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية على خلفية حربه في قطاع غزة.
وعلق أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "أليس من الغريب أن روائع ميازاكي المناهضة للحرب مثل *قلعة هاول المتحركة* و*الريح تهب* تكشف بلا هوادة عن وحشية العسكرة، ومع ذلك يتم الآن اختطاف جمالياته الشهيرة لتجميل العمليات العسكرية؟".
How obscene that the same military machinery Miyazaki spent his career condemning through his films, is now bastardizing his aesthetic to sanitize its own violence. As if a war crime, repainted in pastels, ceases to be a war crime.🤮https://t.co/kut2AfsIdv pic.twitter.com/2XfTmr4wg1
— Ahmed Eldin | احمد الدين (@ASE) April 1, 2025
ووصف آخرون أفلام ميازاكي بأنها تحمل رسائل سلمية قوية، ونددوا باستخدام أسلوب استوديو جيبلي من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي تُوّج سجلّه بقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم أكثر من 18 ألف طفل.
وعلّق أحد الأشخاص باللغة اليابانية، قائلاً: "إن الجيش الإسرائيلي، دولة الإبادة الجماعية، التي تتجاهل القانون الدولي تماماً وترتكب جرائم حرب بشكل مستمر، يستمتع باستخدام أسلوب هاياو ميازاكي وغيبلي، المعارضَين للحرب. وهذا أمر مريع! آمل أن يتخذ الفريق القانوني لهاياو ميازاكي الإجراءات اللازمة؛ فهذه إهانة للمبدعين".
#ジブリに触るな虐殺国家
— Kerry@世界革命戦士 (@tableiswaiting) March 31, 2025
タグお借りします
いつも戦争の悲しさをジブリは教えてくれた
こんなこと絶対に許されない
Ghibli is NOT yours!!
Free Palestine Free Gaza, We are watching you🇮🇱☠️💣 https://t.co/6J0cithboB
وفي عام 2003، رفض ميازاكي حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار لتسلم جائزة عن فيلم *Spirited Away* احتجاجًا على غزو الولايات المتحدة للعراق. كما اتصلت صحيفة *ميدل إيست آي* باستوديو جيبلي للحصول على تعليق حول هذه القضية، لكنها لم تتلق ردًا حتى لحظة نشر التقرير.
اتجاه الذكاء الاصطناعي في جيبلي وتأثيره على السياسة العالمية
ردّ البعض على منشور "الجيش" الإسرائيلي بصور مُعدّلة بالذكاء الاصطناعي للجيش وهو يستهدف المدنيين والأطفال الفلسطينيين بالأسلوب نفسه. وظهر في منشور آخر جنود إسرائيليون يرتدون ملابس داخلية، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الذين وثقوا وهم ينهبون ويفتّشون ويرتدون ملابس داخلية لنساء فلسطينيات.
كما تم نشر صور أخرى للفلسطينيين النازحين قسراً في غزة بأسلوب الاستوديو، مرفقة بالتعليق التالي: "لعلّ استخدام أسلوب استوديو غيبلي يساعد في معالجة مشكلة الافتقار إلى التعاطف مع الفلسطينيين".
The actual representation. https://t.co/JkSOX6fyDa pic.twitter.com/YltYn9W0B6
— Suppressed News. (@SuppressedNws) March 31, 2025
وبجانب هذه الصور المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، استُخدم أسلوب جيبلي في تصوير مشاهد من السودان، مثل صورة تم إنشاؤها للجنرال عبد الفتاح البرهان وهو يحتفل بانتصاره في الخرطوم بعد انسحاب قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مع هاشتاج "الخرطوم حرة".
كما تمت إدانة منشور آخر من الحساب الرسمي للبيت الأبيض على موقع X، الذي عرض صورة لامرأة من جمهورية الدومينيكان تم القبض عليها من قبل عملاء الهجرة الأمريكيين، واعتبره البعض "غير لائق" و"مهين".
وفي حين اعتبر الكثير من الأشخاص أن هذه الصيحة هي بمنزلة تكريم للمخرج المحبوب، قارن آخرون بين العناية الدقيقة التي يبذلها الاستوديو لرسم أفلامه يدوياً والتقليد الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، واصفين الأخير بأنه مهين للنهج الجمالي والفلسفي للاستوديو. وقال عدد من المستخدمين إن الذكاء الاصطناعي لم يتمكن من نقل العمق العاطفي الذي كان ميازاكي قادراً على تصويره في شخصياته.
كما أشار البعض إلى تصريحات ميازاكي السابقة في عام 2016، حيث قال إنه يرفض تمامًا دمج الذكاء الاصطناعي في أعماله، واصفًا هذه التكنولوجيا بأنها "إهانة للحياة نفسها".