في زيارة اعتُبرت من أكثر لقاءاته فشلاً مع رئيس أمريكي، عاد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من واشنطن دون تحقيق أي إنجاز يُذكر، وسط إعلان مفاجئ من الرئيس دونالد ترامب عن محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي مقال للكاتب الإسرائيلي باراك رافيد نشره موقع "والا" العبري اليوم الثلاثاء، يقول: أمام الكاميرات في المكتب البيضاوي، بدا نتنياهو في موقع المتفرّج، عاجزًا عن التأثير في ملفات حيوية كبرنامج إيران النووي، والتعريفات الجمركية، والوجود التركي في سوريا. وخلافًا لمواقفه الهجومية مع رؤساء سابقين، اكتفى هذه المرة بابتسامات باهتة وصمت لافت.
ورغم محاولته التفاخر بدعوته كأول زعيم يزور البيت الأبيض بعد فرض الرسوم الجمركية على عشرات الدول، بما فيها (إسرائيل)، خرج نتنياهو من اللقاء من دون أي تعهد بإزالتها أو خفضها. بل تلقى توبيخًا غير مباشر من ترامب بشأن المساعدات العسكرية الأمريكية لـ(إسرائيل)، والتي تبلغ أربعة مليارات دولار سنويًا.
الضربة الأبرز حسب رافيد تمثلت في إعلان ترامب، خلال المؤتمر الصحفي، عن فتح قناة تفاوض مباشرة مع إيران، دون أي التزام باستخدام القوة إذا فشلت المساعي الدبلوماسية. وقد بدا الانزعاج واضحًا على وجه نتنياهو، الذي لم يعلّق سوى بجملة مقتضبة حول أهمية تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
وخلال اللقاء، أعرب نتنياهو عن قلقه من التمدد التركي في سوريا، مطالبًا بتدخل أمريكي. إلا أن ترامب رد بمزاح عن علاقته "الرائعة" بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقللاً من شأن الطلب الإسرائيلي.
وأشار موقع "واللا" العبري، إلى أنّ زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن انتهت دون نتائج ملموسة، وربما أسهمت في تعميق الانطباع عن تراجع تأثيره على السياسة الأمريكية، في لحظة بالغة الحساسية إقليميًا ودوليًا.
