تراجعت قيمة عملة "بتكوين" الرقمية، اليوم الإثنين، إلى ما دون حاجز الـ75 ألف دولار، في انخفاض هو الأول من نوعه منذ خمسة أشهر، ما أثار حالة من القلق في أوساط المستثمرين والأسواق، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من احتمال حدوث انهيار اقتصادي عالمي، شبيه بما عرف بـ"الاثنين الأسود" في عام 1987.
ويأتي هذا التراجع في وقت حساس تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من التذبذب وعدم الاستقرار نتيجة عدد من العوامل، أبرزها الضبابية التي تحيط بالسياسات النقدية في كبرى الاقتصادات، والقلق من تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.
ورغم هذا التراجع، لا يزال كثير من المستثمرين في العملات المشفرة يتعاملون مع الموقف بحذر متفائل، خاصة مع ملاحظة أن "بتكوين" لا تزال تحافظ على بعض من استقلاليتها عن الأسواق التقليدية، وتتصرف في بعض الأحيان على نحو مغاير للمؤشرات الاقتصادية العامة.
ارتفاعات 2024
ويُذكر أن "بتكوين"، العملة الرقمية الأكبر والأكثر تداولًا في العالم، شهدت ارتفاعات لافتة خلال العام الماضي، حيث تخطت حاجز 73 ألف دولار في مارس 2024، مدعومة بتزايد الاهتمام المؤسسي، وطرح صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الخاصة بالعملات المشفرة، إلى جانب اعتمادها المتنامي من قبل عدد من الشركات الكبرى والمستثمرين الأفراد.
وتُعد "بتكوين" أحد رموز الثورة المالية الرقمية التي بدأت مع إطلاقها في عام 2009 من قبل شخصية مجهولة تُعرف باسم "ساتوشي ناكاموتو"، ومنذ ذلك الحين شهدت تقلبات حادة في قيمتها، ما جعلها أحد أكثر الأصول جذبًا للمضاربين، وفي الوقت ذاته، مصدرًا للقلق بالنسبة لصنّاع السياسات المالية حول العالم.
وفي ظل الأجواء الاقتصادية الحالية، يبقى مستقبل "بتكوين" رهنًا بتطورات الأسواق العالمية، ومدى قدرة العملات الرقمية على إثبات نفسها كملاذ آمن في مواجهة الأزمات، أو كأصل شديد التقلب محفوف بالمخاطر.