في خطوة تصعيدية جديدة تعبّر عن الغضب الشعبي المتزايد، انطلقت يوم الجمعة الماضي، حملة جماهيرية واسعة تحت وسم #عصيان_مدني_حتى_تتوقف_الإبادة، دعت إلى إعلان حالة العصيان المدني في جميع دول العالم وذلك اليوم الاثنين، احتجاجًا على استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأطلق نشطاء ومؤثرون الحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين جماهير الأمة بالخروج في مسيرات احتجاجية، والتوقف عن العمل، والمشاركة في فعاليات العصيان المدني كوسيلة ضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لوقف "حرب الإبادة الجماعية الصهيونية" التي تطال مئات آلاف الأبرياء في غزة منذ 18 شهرا.
وأكد الداعون إلى الحملة أن الصمت العربي والدولي لم يعد مقبولًا، وأن استمرار العدوان يتطلب تحركًا شعبيًا واسعًا يمكنه كسر حالة الجمود الرسمية، وتحريك الرأي العام العالمي باتجاه مساءلة الاحتلال ووقف المجازر.
المحلل السياسي والباحث في الشأن الفلسطيني د. هاني الدالي قال في تغريدة له على موقع X:" القول الفصل في وقف الإبادة على غزة ومفتاح وقف الإبادة في #غزة بيد #الشعب_المصري و #الشعب_الأردني رُفعت الأقلام.
الناشط خير الدين الجابري كتب على صفحته على موقع X:" ألا تستدعي كل هذه الجرائم والمحارق البشرية أن تنهض ثلة من النخب والبشر في دول الطوق مثل الأردن ومصر بالدرجة الأولى ودول المنطقة لدفع الأثمان وقيادة الشارع من جديد للضغط على الحكومات المطبّعة مع الاحتلال لاستخدام الأوراق التي بين يديها ووقف المحرقة.
وتساءل: ألا تستدعي كل هذه الجرائم إضراباً شعبياً عاماً وشاملاً في دول الطوق أو حتى حصار للسفارات؟ ألا تستدعي أنهر من دماء الأطفال أن تشل عجلة حياتنا اليومية والاعتيادية غضباً لأجلها؟! إذا النخب والشعوب لم تتحرك الآن وبعد كل ما جرى ويجري فمتى ستتحرك للدعوة على الأقل لإضراب شامل؟!
وتابع: "نخشى أن نضحي بشيء وندفع بعض الأثمان ولا نخشى من حساب الله لنا على سكوتنا وجلوسنا في بيوتنا وعدم مساءلتنا لأنظمتنا وحكوماتنا المطبعة التي بإمكانها الضغط على الاحتلال ورعاته بكثير من الأدوات لوقف هذه المذابح! والله لنحاسب جميعاً".
الناشطة سمية إبراهيم كتبت على حسابها على الفيس بوك منشورًا قالت فيه:" لكل من يفكر في الخروج بمظاهرات في الدول العربية يجب أن يكون التفكير على أماكن التأثير التي تشكل ضغطا حقيقيا على الأنظمة وليس فقط مجرد وقفات وهتافات.
ورأت أن "الاعتصام عند السفارات الأمريكية والاسرائيلية واجب على كل مسلم ولكل من يعتقد أنه إنسان الخروج في مظاهرات حاشدة في مصر أكثر من واجب لأنها الدولة التي تستطيع (من منظورها) فك الحصار عن غزة وارغام الاحتلال على إيقاف عدوانه أو تخفيفه عن طريق التهديد باتفاقيات السلام وغيرها من الخطوات التي لا أظن أن أي خبير سياسي لا يعلمها"، وفق تعبيرها.
واردفت: "بالنسبة للأردن فإن وجود تهديد حقيقي على الحدود مع فلسطين سيشكل نقطة تحول حقيقية إضافة إلى السفارات ومظاهرات الشوارع، لن تسقط غزة هذا يقين بعدالة الله وتحقيق وعده للمؤمنين المظلومين ولكن عدم اتخاذك موقف الآن يا عربي ويا مسلم ويا فلسطيني ويا انسان سيكون أكبر سقوط لك في كل حياتك ".
اسلام سميح كتب منشورًا قال فيه:" نصرة لمظلومي ومكلومي غزة ودفاعا عن أراضينا العربية المستباحة وصدًا لعدو حقير متغطرس ندعو لعصيان مدني ضخم... سينجح هذا العصيان إن كان هناك قادة فعالين يديرونه وينظمونه لفترة طويلة الأمد، وإن كان العدد كبير على الجميع أن يخرج من بيته نحن أمة المليار أيحكمنا شراذمة الأفق قطاع الطرق لصوص الأرض قتلة الأنبياء والرسل؟".
ودعا إلى "أن لا يتخلل العصيان أي عنف او تخريب وإلا سيكون مبرر للحكومات لاستخدام القوة والعنف لإفشال العصيان، أن نكون طويلي النفس مستمرين حتى ننجح أن يستهدف العصيان القطاع الصحي التعليمي الاقتصادي المواصلات التعليمي".
وقال: "لا بارك الله في أمة ضعيفة، واعلموا أن الدور سيدور علينا إن بقينا متخاذلين صامتين وأهلنا يبادوا. أين نحن من نصرة المسلمين ومن صد الكفرة عن الإفساد في أراضي العروبة في غزة سوريا لبنان اليمن وغيرها؟".
أما روان البوني فكتب:" يجب أن يتوقف الحديث عن كل شيء، الحديث لغزة والمقاومة والإسلام والأرواح التي زهقت بدون أن ترمش لها عين، إذا مش قادرين تعملوا شي فاسكتوا على الأقل، مظاهر الحياة الطبيعية تسقط وإخواننا وآبائنا وأطفالنا يموتون في غزة" .
وأكملت منشورها بالقول: "فليسقط المحتل الإسرائيلي، فلتسقط الإبادة على غزة، الآن الحديث لضمائركم، على الأقل لما ربنا يسألك شو عملت احكيلو يا رب رفعت اسم غزة فوق كل اشي، رفعت اسم الجهاد في سبيل الله، رفعت راية الإسلام والمسلمين".
وبدعم أمريكي، ترتكب قوات الاحتلال حرب إبادة جماعية في غزة منذ 18 شهرا خلفت نحو 164 ألف شهيد وجريح، ودمارا طال معظم أنحاء القطاع.