في الخامس من نيسان/ أبريل من كل عام، يحيي الشعب الفلسطيني "يوم الطفل الفلسطيني"، بهدف إبراز قضية هذه الفئة المهمة، وإظهار حقها في الحياة والتعليم والحرية.
وجاء يوم الطفل هذا العام في وقت يتعرض الطفل الفلسطيني للقتل يوميًا من جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط صمت دولي وحقوقي مريب، وعجز عن التحرك لحماية الأطفال.
ويواجه أطفال قطاع غزة آلة الحرب الإسرائيلية بصدورهم، بدلًا من الحصول على حقهم في التعليم واللعب، والذهاب إلى المدارس.
وفقد 39 ألف طفل في غزة أحد والديهم أو كليهما، ومن بين هؤلاء 17 ألفًا حرموا من كلا الوالدين، في أكبر أزمة يتم تسجيلها في التاريخ الحديث، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وجاء في بيان جهاز الإحصاء بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني: "يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مأساوية، حيث اضطر الكثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي".
وبيّن البيان أن نسبة الأطفال والنساء الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي تجاوزت 60% من إجمالي الضحايا.
وقال: "أسفر العدوان عن استشهاد 50,021 فلسطينيًا، بينهم 17,954 طفلًا، منهم 274 رضيعًا وُلدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلًا دون عام واحد، و17 طفلًا ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلًا قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج في قطاع غزة".
أبشع الجرائم
أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صلاح عبد العاطي، أن جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص الأطفال، تمثل واحدة من أبشع الجرائم التي يشهدها العالم في العصر الحديث.
وقال عبد العاطي لصحيفة "فلسطين": "الأطفال في فلسطين يشكلون حوالي 43% من التركيبة السكانية، وهم من الفئات الأكثر تضررًا من هذا العدوان المتواصل، وباتوا عرضة للقتل بصواريخ الطائرات، وقذائف الدبابات، ورصاص قوات الاحتلال، أو للموت جوعًا وعطشًا ومرضًا بفعل الحصار والعقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال على قطاع غزة".
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام ونصف، أسفر عن استشهاد ما يقارب 18,000 طفل، من بينهم 274 رضيعًا، و876 طفلًا دون العام الأول، بالإضافة إلى 69 طفلًا قضوا نتيجة المجاعة والبرد. كما أصيب أكثر من 45,000 طفل بجروح متفاوتة، في حين يعيش أكثر من 39,000 طفل حالة اليُتم، ولا يزال أكثر من 5,000 طفل في عداد المفقودين تحت الركام.
وفي الضفة الغربية، بيّن عبد العاطي أن قوات الاحتلال قتلت 188 طفلًا وأصابت 660 آخرين، فضلًا عن اعتقال قرابة 1,055 طفلًا، في انتهاك صارخ للحقوق الأساسية المكفولة لهم بموجب القانون الدولي.
وأضاف: "نحو مليون طفل في قطاع غزة يعيشون اليوم معاناة كارثية نتيجة سياسة التجويع، والتهجير القسري، وتدمير المدارس، وانهيار المنظومة الصحية والإنسانية، وتعرضهم لصدمات نفسية عميقة سيكون لها تداعيات كارثية طويلة الأمد على مستقبلهم".
وشدد عبد العاطي على أن كل هذه الانتهاكات تمثل خرقًا فاضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، واتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الأول، وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 1261، الذي ينص على توفير حماية خاصة للأطفال أثناء النزاعات المسلحة.
ولفت إلى أنه تم إدراج (إسرائيل) رسميًا على "قائمة العار السوداء" للأمم المتحدة للدول المنتهكة لحقوق الأطفال، إلا أن التحركات الدولية لا تزال عاجزة عن وقف الجرائم المرتكبة بحق الطفولة الفلسطينية.
ودعا رئيس الهيئة الدولية "حشد" المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، إلى تحرك عاجل باستخدام كل آليات الحماية الدولية.
وشدد على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ووقف استهداف الأطفال، وتفعيل آليات المقاطعة وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، ومحاسبة القادة والجنود الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية.