قال مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة زاهر الوحيدي: إن 22 ألف مريض وجريح يعانون أوضاعًا صحية صعبة ويحتاجون إلى تلقي العلاج في الخارج، نظراً لعدم توافر الإمكانات اللازمة في القطاع، مع تردي المنظومة الصحية بفعل ممارسات الاحتلال بحقها.
وأوضح الوحيدي لصحيفة "فلسطين" أمس أن 13 ألف مريض وجريح تم الانتهاء من إجراءات التحويلات الطبية الخاصة بهم للعلاج في الخارج وهم في انتظار موعد سفرهم عبر معبر رفح البري جنوبي القطاع، مشدداً على أن استمرار إغلاقه يهدد حياتهم بالخطر.
وأشار إلى أنه منذ استئناف الاحتلال عدوانه عسكريا في 18 مارس/آذار، لم يسمح سوى لأعداد قليلة جداً من المرضى بالسفر.
وبيّن أن 1100 مريض فقط سُمح لهم بالسفر عبر معبر رفح البري، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما سمح بسفر 370 مريضاً عبر حاجز كرم أبو سالم جنوبي القطاع، منذ السابع من مايو/ أيار 2024.
وذكر أن قرابة تسعة آلاف مريض وجريح بانتظار إتمام إجراءات التحويلات الطبية للعلاج في الخارج علماً بأنهم يمتلكون نماذج تقارير طبية عاجلة تتطلب سفرهم قريباً، لذلك يجري حالياً العمل على اجراء التحويلات الطبية الخاصة بهم بعد عرضهم على اللجنة الطبية ودائرة التحويلات في الخارج.
وأكد أن استمرار الاحتلال إغلاق معبر رفح يهدد حياة الكثير من المرضى ويعرض حياتهم للخطر، خصوصاً من مرضى الأورام والمصابين بجروح خطيرة من جراء العدوان، مشيراً إلى 328 مريضاً توفوا وهم بانتظار السماح لهم بالسفر خارج القطاع لتلقي العلاج "واستمرار اغلاق المعبر ينذر بالمزيد".
ووفق الوحيدي، فإن عودة العدوان من جديد أدت إلى إصابة أكثر من 1869 مواطناً، جراح غالبيتهم بالغة وشديدة الخطورة وحروق من الدرجتين الثانية والثالثة وهناك مصابين تعرضوا للبتر وتهتك في الأنسجة، ما يعني زيادة أعداد المصابين الذين يحتاجون للسفر في الخارج، بالتالي زيادة قائمة انتظار المرضى والجرحى.
وذكر أن 25% من الإصابات البليغة تحتاج إلى علاج طويل المدى وتأهيل، وقرابة 15% منهم يحتاجون لتحويلات طبية للعلاج في الخارج، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من أجل الضغط على الاحتلال والسماح لهم بالسفر عبر معبر رفح البري.
لا آلية واضحة
وانتقد الوحيدي الآلية المعمول فيها لسفر المرضى، قائلاً: "لا توجد هناك آلية واضحة للسفر ولا آلية للموافقات على المرضى ومرافقيهم، حيث يتم الموافقة على سفر أعداد قليلة جداً، حيث سُمح في أفضل الأحوال بسفر 39 مريضاً فقط، وهو مخالف للبرتوكول الإنساني المتفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ البرتوكول الإنساني.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال برعاية أمريكية وقطرية ومصرية، على السماح بسفر 200 مريض يومياً عبر معبر رفح البري جنوبي القطاع.
وأوضح الوحيدي أن آلية سفر المرضى تتم من خلال منظمة الصحة العالمية التي تحصل على أسماء المرضى من وزارة الصحة في قطاع غزة، وتقوم بإرسالها للاحتلال من أجل التنسيق لهم والسماح لهم بالسفر.
ووفق المسؤول الصحي، فإن الأولوية حالياً في السفر هي لمرضى الأورام لأنهم أكثر الفئات عرضة للوفاة، مشيراً إلى أن الوزارة لديها عدة تصنيفات للمرضى المحتاجين للسفر في الخارج، حيث يوجد هناك حالات تحتاج لإنقاذ حياة وعددهم لا يقل عن 330 حالة.
ولفت إلى أن هناك 4940 حالة طارئة بحاجة للسفر في الخارج، حيث تمثل حوالي 38% من اجمالي التحويلات، وهناك تصنيفات أقل ولكنها تحتاج للعلاج في الخارج.
ونبه إلى أنه يتم تحويل الحالات المرضية إلى جمهورية مصر العربية، في حين لا توجد معايير واضحة من الدول التي تنوي استضافة مرضى من قطاع غزة، مشيراً إلى أن هناك دول تطلب استقبال فئات معينة من المرضى مثل الأطفال ومرضى الأورام، حيث يتم ترشيح المرضى من مصر بالتنسيق مع وزارة الصحة في قطاع غزة.
وبيّن أنه قبل عدة أيام تم سفر مجموعة من الأطفال إلى إيطاليا ورومانيا ودولة الامارات.
تداعيات كارثية
وبشأن إغلاق المعبر وانعكاساته على الواقع الصحي في قطاع غزة، أكد الوحيدي أن هناك تداعيات كارثية على الوضع الصحي والخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمرضى، جراء استمرار إغلاق المعبر منذ أكثر من 30 يوماً.
وقال: "نعاني من عجز شديد في الامدادات والتجهيزات الطبية والمستهلكات التي بدأت في النفاد، خاصة المستهلكات الخاصة بجراحة القلب والعناية المركزة والأدوية ومستلزمات مرضى الغسيل الكلوي والطوارئ".
وأضاف "نعاني من نقص متزايد والمستشفيات مكتظة بالمرضى والجرحى، ونضطر للمفاضلة في اجراء العمليات الجراحية للمرضى، حيث تُستنزف مواردنا، بالتالي هذا يشكل ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية".
وشدد على أن "عدم دخول مولدات كهربائية لقطاع غزة والوقود يهدد المنظومة الصحية بالتوقف"، متابعاً "أمامنا أسبوعين على الأكثر ويبدأ العد التنازلي للخطر، وقد تخرج مستشفياتنا عن الخدمة".
وبيّن أن وزارة الصحة فقدت 10 محطات للأوكسجين خلال الحرب، وهذا يؤثر على المرضى في العمليات الجراحية والعناية المركزة، مشيراً إلى أن الوزارة تضطر لتغيير أسطوانات الاكسجين يدوياً.
وأكد أن مستشفيات القطاع تعاني من نقص شديد في الاسرّة خصوصاً في محافظتي غزة والشمال، حيث يفوق اشغال الأسرّة الـ 120% في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الوزارة بحاجة إلى انشاء مستشفيات ميدانية ووفود طبية لمساعدة الطواقم الصحية العاملة من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية.
وبدعم أمريكي ترتكب (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.