شارك الآلاف من الأردنيين، ظهر اليوم الجمعة، في العديد من المسيرات والفعاليات الشعبية التي نُظمت في مختلف أنحاء المملكة، احتجاجًا على استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وكانت دعوات قد أُطلقت من مختلف المساجد الأردنية بعد صلاة الجمعة، للتعبير عن الغضب تجاه ما يحدث في غزة، خاصة مع تصاعد المجازر الإسرائيلية في مناطق عدة من القطاع.
وتحت شعار "كفا صمتًا ... كفا تخاذلاً"، دعت "الحركة الإسلامية" في الأردن و"الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" و"التجمع الشبابي لدعم المقاومة" إلى مسيرة شعبية حاشدة انطلقت من مسجد "عباد الرحمن" بالقرب من السفارة الأمريكية في عمّان.
ورغم التواجد المكثف لقوات الأمن الأردنية التي حاولت منع المسيرة، تمكن المشاركون من التوجه نحو السفارة الأمريكية مرددين هتافات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتدعو إلى إسناد غزة ودعم مقاومتها. كما هتف المشاركون ضد الموقف الأمريكي والصمت الدولي حيال هذه الجرائم.
في مخيم "البقعة" للاجئين الفلسطينيين، نظمت القوى الشعبية وقفة احتجاجية أمام مسجد "البيطار" بعد منع السلطات مسيرتهم، حيث أشار عيسى الجيتاوي، القيادي في الحراك الشعبي في المخيم، إلى أن كل من تخاذل عن نصرة غزة سيلحقه العار، داعيًا إلى استمرار الحراك الشعبي لنصرة أهل غزة.
في مدينة إربد، شمال الأردن، تم منع مسيرة شعبية انطلقت من المسجد الهاشمي، حيث تساءل النائب ناصرة النواصرة عن حزب "جبهة العمل الإسلامي" في مجلس النواب عن أسباب منع المسيرات الشعبية في بعض المناطق.
وفي مدينة العقبة، شهدت المسيرة الشعبية تفاعلًا حاشدًا من المشاركين، الذين انطلقوا من مسجد الحسين بن طلال للتعبير عن دعمهم لغزة.
كانت حركة "حماس" قد دعت في وقت سابق إلى جعل يوم الجمعة يوم غضب عالمي، محذرة من استمرار دعم الاحتلال الأمريكي والعدوان على غزة، ومطالبة بمزيد من الفعاليات والمسيرات لرفع الحصار وإيقاف العدوان.
كما ودعت "هيئة علماء فلسطين" أبناء الأمة الإسلامية إلى التلاحم والتضامن في هذا الوقت الحاسم، مشيرةً إلى أن اليوم هو "يوم البرهان على صدق الإيمان والانتماء" للدين الإسلامي، والذي يستدعي من أبناء الأمة التحرك لمساندة غزة ومجابهة الظالمين.
وأكّدت الهيئة في بيانها على ضرورة أن يكون اليوم هو يوم "النفير العام"، حيث دعا البيان الشباب والشابات، الرجال والنساء، إلى التحرك عقب صلاة الجمعة للتوجه إلى السفارات والقنصليات الصهيونية والأمريكية، محاصرتها والرباط حولها كأقل الواجبات.
كما أشار البيان إلى أن هذا التحرك يأتي في إطار الضغط على "المجرمين" لوقف الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة أمام العالم المتواطئ.
وتوجّهت الهيئة بنداء خاص لشباب الأردن ومصر، مؤكدة أنه لا يُقبل منهم أقل من الزحف إلى الحدود مع فلسطين وكسر الطوق المفروض على أهلها، مهما كانت التحديات.
كما حثّت الحركات والجماعات الإسلامية على الخروج للمظاهرات في الميادين والساحات، محاصرة السفارات والمشاركة في هذه الانتفاضة الجماهيرية.
وختمت الهيئة بيانهاـ بالقول: "صمتكم اليوم عما يجري في غزة وتوهم العجز هو عار كبير سيسجله التاريخ للصامتين في صحائف سوداء وقبل لك كله سيسجله الله تعالى في صحائفكم التي ستعرض عليكم يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ فماذا أنتم فاعلون؟".
يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 18 على التَّوالي استئناف حرب الإبادة الجماعيَّة على قطاع غزَّة، مخلفًا مئات الشهداء وآلاف الجرحى في كافة مناطق القطاع، بسلسلة غارات عنيفة متواصلة ومجازر "وحشيَّة" غالبية ضحايا نساء وأطفال.
ومنذ فجر الخميس، ارتقى أكثر من 80 شهيدًا في عمليات قصف ومجازر مروعة في حيي الشجاعية والتفاح، استهدفت أطفالا ونازحين في مركز الإيواء.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل نحو 1300 فلسطيني وأصابت ما يقرب من 3 آلاف آخرين، معظمهم أطفال ونساء.
يأتي ذلك، في وقت، تواصل إسرائيل إغلاق المعابر وحالة الحصار المطبق على قطاع غزة، ما ينذر بمجاعة وشيكة في القطاع، وسط توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية آذار/ مارس الحالي، فضلا عن تقلص كميات المواد المستخدمة في إنتاج الوجبات الغذائية.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استأنف في 18 مارس الماضي، بعد فترة من الهدوء الذي جاء بوساطة قطرية ومصرية. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، في إطار هجمات متواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.