فلسطين أون لاين

"رونين بار".. رئيس "الشَّاباك" الذي هزمته المُقاومة مرَّتين خلال ولايته

"رونين بار".. رئيس "الشَّاباك" الذي هزمته المُقاومة مرَّتين خلال ولايته
"رونين بار".. رئيس "الشَّاباك" الذي هزمته المُقاومة مرَّتين خلال ولايته
فلسطين أون لاين

في أكتوبر/ تشرين الأول 2021م قبيل تصديق رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" السابق نفتالي بينيت على تعيين الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام "الشاباك" دون الكشف عن هويته والاكتفاء بمنحه رمز "R"، سارعت المقاومة الفلسطينية قبل ذلك بأسابيع وكشفت هويته ومعلوماته الخاصة.

وأفصح آنذاك مصدر في كتائب القسام لوسائل إعلامية في سبتمبر/ أيلول عن هوية "R" الشخصية التي أحاطتها "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية" بجدار الخفاء والغموض، وهو: رونين بيريزوفسكي مواليد 24 ديسمبر 1965م.

لم يكتفِ المصدر بذلك بل كشف أن "بار" يستوطن في شارع "عغنون" بمنطقة "هود هشارون" ورقم منزله "6" وسيكون ملاحق من قبل عناصر المقاومة، ورغم تجاهل الاحتلال تلك المعلومات إلا أنه اضطر لاحقا الكشف عن الهوية الحقيقية لـ "R"، وامتدح سيرته العلمية والعسكرية الطويلة في خدمة الكيان وملاحقة المقاومة الفلسطينية.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين فإن تلك المعلومات الاستباقية حول هوية الشخصية المقاتلة في وحدة "سييرت متكال" شكلت "الهزيمة الأولى" لأحد أعضاء العمليات الخاصة في "الشاباك" وجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" أيضا.

وأكد عز الدين لـ "فلسطين أون لاين" أن تلك المعلومات دليل على تطور استخبارات المقاومة منذ زمن طويل وصولا لنجاحاتها في معركة "طوفان الأقصى".

وحول الهزيمة الثانية في عدم إفشال رئيس جهاز "الشاباك" لهجوم 7 أكتوبر، اعتقد أنها هذه الهزيمة تعدت شخصيه وصولا لحد هزيمة المنظومة الأمنية والكيان الإسرائيلي بهزيمة ساحقة وقاسية لن يتعافوا منها إطلاقا.

وأشار إلى تلقى "بار" هزائم أخرى خلال ولايته (2021- 2025) كتطور المقاومة المسلحة بشكل لافت وتصاعد عملياتها الفدائية والاستشهادية في الضفة والداخل المحتل على الرغم من أنه "الشخص الثالث" في "الشاباك" ولديه سجل طويل في ملاحقة المقاومة ومجموعات المقاومين.

وأكد عز الدين أن قرار إقالته من المستوى السياسي جاء بدوافع الهزيمة الكبرى من ناحية وتصفية حسابات شخصية من ناحية ثانية وبالتالي "لا يهدف نتنياهو لترميم صورة الجهاز الأمني"، متوقعا أن يكون لإقالته تداعيات واسعة في الداخل الإسرائيلي.

وتاريخيا، اضطر اثنان من رؤساء الجهاز إلى الاستقالة المبكرة بسبب مشكلة إخفاق وفشل، هما: إبرهام شالوم (1980 - 1986) الذي ارتبطت باسمه فضيحة "قضية 300" التي تتعلق بقتل معتقلين فلسطينيين أثناء التحقيق معهم.

والثاني هو كرمي غيلون الذي عين في المنصب سنة 1994، واستقال بعد فشله في منع اغتيال رئيس وزراء الاحتلال آنذاك إسحاق رابين سنة 1995.

"طوفان الأقصى"

بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م من غزة، تدهور العلاقات الثنائية بين قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسط تبادل للاتهامات بالفشل والهزيمة أمام حركة حماس والمقاومين الذين عبروا المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية.

ووصلت الأمور بين المجرمين إلى استقالات عديدة وتراشق إعلامي إلى حين نشر "الشاباك" في 4 مارس/ آذار الماضي خلاصة تحقيق داخلي أجراه بشأن هجوم 7 أكتوبر، وأقر بفشل الجهاز في منع هجوم حماس، لكنه أشار إلى أن "سياسة الهدوء" التي انتهجها نتنياهو مكنت حركة حماس من مراكمة قوتها العسكرية على نحو هائل.

ولذلك، غضب نتنياهو واقترح على الحكومة إقالة رئيس "الشاباك" معللا ذلك بـ"انعدام الثقة الشخصية والمهنية بينهما، مما يمنع الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعالة" حسب زعمه.

وبين هذا الرأي والآخر، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن قرار نتنياهو ضد خصمه؛ محاولة للتهرب من مسؤوليته عن إخفاق 7 أكتوبر "الإخفاق الاستراتيجي الأكبر في تاريخ (إسرائيل)".

وأوضح شلحت، في مداخلات تلفزيونية، أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحميل "المؤسسة الأمنية" مسؤولية هذا الفشل في وقت تتزايد فيه التوترات بين الحكومة و"المؤسسة الأمنية" بشأن أهداف الحرب على غزة.

وتطرق إلى خلافات جوهرية بين الطرفين، حيث يخوض نتنياهو الحرب باعتبارها "غاية في حد ذاتها"، بينما ترى "المؤسسة الأمنية" أنها وسيلة لتحقيق أهداف تتعلق بما يسمى "اليوم التالي للحرب".

ولفت إلى أن تداعيات قرار إقالة رئيس "الشاباك" كبيرة ومزلزلة في الداخل الإسرائيلي.

ولذلك نوه شلحت إلى أن نتنياهو يعمل من أجل الإطاحة بجميع معارضيه عسكريا، أمنيا، قضائيا؛ لكي يثّبت ائتلافه الحكومي، والهروب من محاكمته بالفساد ومسائلاته بفشل التصدي لـ"عبور المقاومة" داخل الأراضي المحتلة.

في المقابل، يقول محللون إسرائيليون إن السبب الحقيقي وراء إقالة "بار" أن نتنياهو يريد إقالة كل من شاهده في حالة "صدمة على حافة الانهيار" يوم 7 أكتوبر.

ومنذ الهزيمة الإسرائيلية الكبرى في 7 أكتوبر، قدم عشرات القادة العسكريين استقالاتهم كان أبرزهم وآخرهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش يارون فينكلمان، رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش أهارون هاليفا كما أعلن قائد المنطقة الجنوبية في "الشاباك" استقالته من منصبه على خلفية الإخفاق ذاته.

ووصلت الاستقالة أيضا قائد الوحدة 8200 الاستخبارية في الجيش يوسي سارييل، في حين أقال نتنياهو وزير الجيش يؤاف غالانت واستبدله بـ"يسرائيل كاتس".

اخبار ذات صلة