قائمة الموقع

تقرير يوثّق "فظائع التعذيب" في السجون الإسرائيلية... شهادات مروعة

2025-03-30T16:42:00+03:00
فيديو-يوثق-اغتصاب-فلسطيني-من-قبل-جنود-إسرائيليين-في-معتقل-سدي-تيمان.webp

نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، تحقيقاً يكشف أنّ الأسرى الفلسطينيين، الذين احتجزوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي "من دون تهم"، تعرضوا لمعاملة وحشية من قبل قوات الاحتلال.

ووفق التحقيق الذي أعدّه كبير المراسلين الدوليين بيل ترو وراتب القيسي، فإن الفلسطينيين يتعرضون لمعاملة "وحشية في السجون و المعتقلات الإسرائيلية"، ويواجهون الاغتصاب والتعذيب والإهمال الطبي.

واستهلت الصحيفة تحقيقها بشهادة معتقل فلسطيني، حيث روى كيف وجد نفسه مقيد اليدين ومرميا على أرضية زنزانة داخل قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل، محاطا بـ5 جنود.

وقال المعتقل الفلسطيني إن الجنود الإسرائيليين، برفقة كلاب مدربة، انهالوا عليه بالركل واللكم والدوس، قبل أن يصعقوه بالكهرباء ويعتدوا عليه بأدوات حادة.

وروى كيف طعنه أحد الجنود، ما أدى لثقب رئته وكسر أضلاعه، كما تعرض لاعتداء جنسي باستخدام هذه الأدوات، ما تسبب له في إصابات تتطلب تدخلا جراحيا.

وأكدت الصحيفة أن المعتقل لم يكن قد وُجهت إليه أي تهمة، ما يسلط الضوء على ممارسات الاحتجاز التعسفي التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وجمعت صحيفة "إندبندنت" لوائح اتهام وتقارير تشريح جثامين، بالإضافة إلى شهادات من المعتقلين الفلسطينيين الذين وقعوا في قبضة الاحتلال.

ووصف معتقلون تعرضهم لأساليب وحشية من قبل القوات الإسرائيلية، مثل الحرمان من النوم، والعنف الجنسي، بالإضافة إلى منعهم من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

كما اطلعت الصحيفة على تقارير تشريح لمعتقلين فلسطينيين قتلوا أثناء احتجازهم في السجون الإسرائيلية.

وكشف تقرير لأحد المعتقلين الذين توفوا في الحجز عن استخدام مفرط للقيود وأدلة على تعرضه لاعتداءات عنيفة، وهذا أدى في النهاية إلى نزيف في الدماغ.

وأظهرت إحدى التقارير المتعلقة بفلسطيني توفي في سجن مجدو في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وجود كدمات على الصدر الأيسر مع كسور في الأضلاع، بالإضافة إلى كدمات على الظهر والأرداف والذراع والفخذ، إضافة إلى الجانب الأيمن من الرأس والرقبة.

وفي حالة أخرى، لشاب في الثلاثينات توفي أثناء احتجازه، كانت الجثة تحتوي على كسور في الأضلاع وتمزق في الطحال، مما يشير إلى تعرضه لضربة عنيفة.

ووفقا للتقرير، فإن هذه الانتهاكات "تشكل عنصرا رئيسيا في سوء معاملة الفلسطينيين وتعد جزءا من الاحتلال غير القانوني واضطهاد الفلسطينيين كمجموعة".

وقال طبيب إسرائيلي أشرف على تشريح جثث معتقلين عديدة نيابةً عن عائلاتهم: "إن رؤية بعض علامات الإساءة تعني أن هذا ربما يكون غيضاً من فيض".

ورفض الطبيب الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لكنه وصف حضوره تشريح جثة رجل في الثلاثينات من عمره توفي أثناء احتجازه في الضفة الغربية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال الطبيب إن الرجل "كان يعاني من كسور في الأضلاع وتمزق في الطحال، ما يُشير إلى صدمة ناتجة من استخدام قوة مفرطة".

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أشرف الطبيب نفسه على تشريح جثة شاب آخر، من طولكرم بالضفة الغربية، توفي بعد ستة أيام من الاستجواب. وظهرت على جثته علامات عنف وإصابات متعددة، وفقاً للتقرير.
في سدي تيمان، يصف معتقلون فلسطينيون جنوداً إسرائيليين وهم يعزفون موسيقى راقصة صاخبة في غرفة احتجاز خاصة تُسمى "الديسكو".

يقول محمد ر، 38 عاماً، الذي اعتُقل عند نقطة تفتيش شمال غزة أثناء فرار عائلته جنوباً في أكتوبر/تشرين الأول، ونُقل إلى سدي تيمان قبل أن يقضي 40 يوماً في عوفر: "موسيقى الترانس تهدف إلى إضعافك نفسياً قبل التحقيق".

يزعم أحمد أ، 59 عاماً، وهو مهندس اعتُقل في خان يونس في فبراير/شباط، ونُقل إلى سدي تيمان وأُفرج عنه بعد شهر، أنه تُرك في غرفة تُسمع فيها الموسيقى الصاخبة لمدة ليلتين ونصف ليلة.

يقول: "كان عليك الاستلقاء على الأرض. لم يكن يُسمح لك بالوقوف أو الذهاب إلى الحمام، وكان بعض الأشخاص يتبولون على أنفسهم".

يقول مصطفى ح، 41 عاماً، الذي احتُجز في سدي تيمان بعد اعتقاله عند نقطة تفتيش في أكتوبر/تشرين الأول أثناء فراره جنوباً: "كلما تحركت خطوة، كانوا يضربونك ويسبونك ويهينونك ويستخدمون الكلاب والغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي". 

وبعد إطلاقه، يشير إلى أن "بعض الأشخاص فقدوا سمعهم بسبب خروج الدم من آذانهم نتيجة الصدمات الكهربائية".

ونفت مصلحة السجون الإسرائيلية والجيش جميع الاتهامات، وأكدت المتحدثة باسم مصلحة السجون أنها "لم تكن على علم بالادعاءات المذكورة"، وأن مصلحة السجون "تعمل وفقاً لأحكام القانون".

تُشير التقديرات إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين قد تضاعف إلى قرابة 10 آلاف. ويُحتجز كثيرون بشكل معزول عن العالم الخارجي من دون تهمة، وبعضهم أُفرج عنهم، وأُعيد اعتقالهم أحياناً.
 

اخبار ذات صلة