كشفت المحامية الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، عن تفاصيل جديدة عن اعتقاله لدى الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه يتعرض لانتهاكات صادمة، بالإضافة إلى محاولات انتزاع اعترافات قسرية بتهم ملفقة.
وأوضحت المحامية غيد قاسم، أنها لاحظت قاسم آثار تعذيب واضحة على جسد أبو صفية، بما في ذلك إصابات في العين والقفص الصدري، بالإضافة إلى كسور في عدة مناطق من جسده.
وكشفت قاسم أن أبو صفية تعرض لـ4 جلسات تحقيق على الأقل في معتقل سيدي تيمان، حيث تعرّض لضرب مبرح واستجوابات استمرت لـ13 ساعة متواصلة.
كما أشارت إلى أن الاحتلال يحاول انتزاع اعترافات قسرية منه بتهم ملفقة، مثل انتمائه لمنظمة إرهابية أو قيامه بإجراء عمليات جراحية لمقاتلين، رغم تأكيده أنه طبيب أطفال ولا يدخل غرف العمليات.
وأكدت المحامية أن الوضع الصحي والنفسي للدكتور أبو صفية يتدهور بشكل كبير، حيث يعاني من إصابات خطيرة في العين وعدم انتظام في دقات القلب، بالإضافة إلى الضغط النفسي الشديد الناتج عن التعذيب والتحقيقات المستمرة.
كما لاحظت أن الاحتلال يحاول كسر إرادته من خلال سياسة التجويع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأوضحت قاسم أنها زارت الدكتور أبو صفية مرتين خلال فترة اعتقاله، الأولى في 6 مارس/آذار واستمرت الزيارة 50 دقيقة، في حين كانت الزيارة الثانية في 19 مارس/آذار واستمرت 17 دقيقة فقط، مؤكدة أن تقليص وقت الزيارة كان متعمدا من قِبل إدارة السجن، مما يعكس سياسة قمعية تجاه المعتقلين.
وفي تصريحات سابقة، قالت المحامية "قاسم" إن مدير كمال عدوان نُقل لمعتقل "سديه تيمان" سيئ السمعة، وعُزل لـ 14 يوماً، فيما بعد نُقل إلى سجن عوفر وعُزل لـ 25 يوما، وعقب العزل نُقل لقسم 24 مع بقية المعتقلين من قطاع غزة.
وعن التحقيق مع أبو صفية، قالت قاسم إن "أطول فترة تحقيق تعرض لها أبو صفية كانت لمدة 13 يوما متواصلة، وكل تحقيق يمتد من 8 حتى 10 ساعات، وتعرض خلال كل هذه الفترات لتنكيل وتعذيب واعتداءات مستمرة وبشعة جدا".
وعن أول ما سأل عنه أبو صفية خلال اللقاء مع قاسم، قالت إنه "قبل اعتقاله بشهرين استشهد نجل أبو صفية في غزة، وبسبب الأوضاع لم يتمكن من دفنه بشكل لائق وفي مقبرة، فكان دفنه مؤقتا في محيط مستشفى كمال عدوان، وعند بدء اللقاء كان همّه الأساسي وأول أسئلته إذا تم نقل الجثمان ودُفن نجله بشكل لائق وكريم أو لا، بالإضافة لموضوع فقدانه والدته التي توفت بعد اعتقاله بـ10 أيام".
وعن مدى معرفة أبو صفية عن الصدى التي أحدثتها قصة صموده في المستشفى واعتقاله، قالت قاسم إنه "لم يكن يعرف أبو صفية عن أن قضيته أخذت كل هذا الصدى الإعلامي المحلي والعربي والعالمي، هم معزولون داخل السجن بشكل شبه تام، ولا يعرفون ما الذي يجري في الخارج ولا التطورات الجارية في غزة".
وعن التقرير الذي أعدته القناة 13 الإسرائيلية وظهور أبو صفية خلال، قالت قاسم إن "أبو صفية فوجئ بالتصوير الذي حصل، لم يتم إخباره ولم يكن يعرف أن هناك تصويرا، ولا الجهات التي صورته، وبعد اللقاء استفردوا به وتعرض لإهانات وضرب وابتزاز وتعذيب".
وعن الوضع القانوني لأبو صفية، قالت قاسم إن "السلطات الإسرائيلية حاولت تحويل ملف أبو صفية لملف أمني عادي بهدف تقديم لائحة اتهام، وبعد سلسلة من التحقيقات والتعذيب القاسي كي يوقعوه بأي شبهة يستندوا عليها بلائحة الاتهام، وبعد أكثر من 45 يوما لم يستطيعوا إيجاد شبهة ضده، أعادوا ملفّه لتعريفه الأول (مقاتل غير شرعي) وملف المقاتل غير الشرعي ليس له أي حقوق، إن كانت حقوق بالتمثيل أو لائحة اتهام، وفي كل مرة يتجدد قرار تمديد الاعتقال".
والشهر الماضي، نشر الإعلام العبري، مقطع فيديو لمدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية من داخل المعتقل، وذلك لأول مرة، منذ تاريخ 27 ديسمبر/كانون أول 2024.
وظهر الطبيب أبو صفية مكبل اليدين والقدمين وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب، وذلك خلال مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية من داخل المعتقل.
ويأتي ذلك، بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل الطبيب أبو صفية إلى الاعتقال تحت صفة "المقاتل غير الشرعي"، والكشف عن تعرضه للتعذيب والتنكيل والإهمال الطبي.
وأفاد مركز الميزان لحقوق الإنسان، أنَّ سلطات الاحتلال أصدرت قرارًا بتحويل الدكتور المعتقل حسام أبو صفية إلى صفة مقاتل غير شرعي.
وقال المركز الحقوقي، في بيان صحافي، الجمعة، إن قوات الاحتلال أصدرت بتاريخ 12 فبراير/شباط 2025 أمراً بتحويل الدكتور المعتقل حسام إدريس عامر أبو صفية (52 عاماً) مدير مستشفى كمال عدوان؛ للاعتقال بناءً على قانون المقاتل غير الشرعي، بدلاً من المحاكمة العادية، حيث جرى إبلاغ الأمر لمحكمة عسقلان ولمحامي مركز الميزان لحقوق الإنسان في يوم جلسة نظر تمديد التوقيف المقررة بتاريخ 13 فبراير/شباط 2025.
وتجدر الإشارة إلى أن قانون المقاتل غير الشرعي ينتهك على نحو خطير الحق في ضمانات المحاكمة العادلة، بالنظر لكونه يحرم المعتقل من حقه في إبلاغه بالتهمة المنسوبة، وحقه في مناقشة أدلة الاتهام وبالتالي يفقد القدرة على الدفاع عن نفسه.
وفقاً لهذا القانون فإن على الشخص المحتجز أن ينتظر لمدة (45) يوماً لتثبيت أمر الاعتقال من قبل المحكمة المركزية في بئر السبع، ولمدة (6) أشهر قابلة للتمديد.
ويُذكر أن الطبيب أبو صفية معتقل لدى الاحتلال "الإسرائيلي" كرهينة منذ تاريخ 27 ديسمبر/كانون أول 2024، ويعاني من ارتفاع مزمن في ضغط الدم وتضخم في عظلة للقلب، ولم يجر عرضه على طبيب مختص أو تقديم العلاج له، بالرغم من مطالبته لإدارة السجن بذلك.