فلسطين أون لاين

بعد 15 شهرًا من الحرب... صواريخ القسَّام تضرب (تلُّ أبيب) وتكشف فشل الاحتلال

بعد 15 شهرًا من الحرب... صواريخ القسَّام تضرب (تلُّ أبيب) وتكشف فشل الاحتلال
بعد 15 شهرًا من الحرب... صواريخ القسَّام تضرب (تلُّ أبيب) وتكشف فشل الاحتلال
فلسطين لأون لاين

بعد 15 شهرًا من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أطلقت كتائب عز الدين القسام رشقة صاروخية على (تل أبيب)، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية واضحة، وتكشف فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه العسكرية والإستراتيجية في القطاع.

وبينما يؤكد إطلاق الصواريخ استمرار المقاومة في استنزاف الاحتلال وتطوير تكتيكاتها العسكرية، فإنها في الوقت ذاته تضع الحكومة الإسرائيلية، وخصوصًا بنيامين نتنياهو، أمام اختبار جديد، في ظل أزمة عسكرية وسياسية متصاعدة داخل (إسرائيل)، وفق محللين وخبراء عسكريين.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت ظهر الخميس قصف (تل أبيب) وسط فلسطين المحتلة برشقة صاروخية من نوع "M90" ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

ومنذ فجر الثلاثاء، كثّف الاحتلال الإسرائيلي فجأة جرائم إبادته بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.

وجاء إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال، الخميس، بدء عدوان بري على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

رسائل ميدانية

يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، أن إطلاق المقاومة للصواريخ نحو (تل أبيب) يحمل بعدين زمانيًا ومكانيًا، يعكسان تطور تكتيكاتها العسكرية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

ويوضح أبو زيد، لصحيفة "فلسطين"، أن الإطلاق الصاروخي جاء بعد حرب استمرت 471 يومًا للقضاء على المقاومة، وبعد استئناف الاحتلال القصف الجوي وبدء عمليات عسكرية محدودة، وهو ما يشير إلى أن المقاومة تسعى إلى إعادة فرض معادلة جديدة عبر استهداف العمق الإسرائيلي.

كما أن إطلاق الصواريخ من خانيونس جنوبي القطاع نحو (تل أبيب) وسط كيان الاحتلال، يظهر قدرة المقاومة على توسيع نطاق استهدافها الجغرافي، حسب أبو زيد، فبدلًا من الاقتصار على قصف مستوطنات "غلاف غزة"، أوصلت المقاومة رسالة واضحة بأنها قادرة على ضرب عمق الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك عاصمته، وإعادته إلى المربع الأول.

ولفت إلى أن تزامن إطلاق الصواريخ مع إعلان الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية محدودة في "نتساريم" وسط غزة، وبيت لاهيا شمالي القطاع، يعكس استراتيجية جديدة للمقاومة، تهدف إلى إجباره على إعادة حساباته وإظهار قدرتها على توسيع دائرة المواجهة والوصول إلى (تل أبيب) إذا استدعى الأمر.

وأكد أبو زيد أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تطوير إمكانياتها العسكرية رغم الحصار الخانق، حيث استطاعت استغلال "الهندسة العسكرية" لإعادة تدوير القنابل والصواريخ الإسرائيلية غير المنفجرة، وتحويلها إلى أسلحة جديدة تُستخدم ضد الاحتلال، في دليل على قدرتها على التكيف مع واقع المعركة وتطوير أسلحتها بموارد محدودة.

ويعتقد أن المقاومة تمكنت من إعادة ترميم بنيتها التنظيمية وتعزيز منظومة القيادة والسيطرة، حيث نجحت في إحلال قيادات ميدانية جديدة بدلًا من القادة الذين استُشهدوا خلال الحرب، ما يشير إلى استمرار جاهزيتها القتالية رغم محاولات الاحتلال لاستهداف كوادرها.

ويؤكد أبو زيد أن هناك فرقًا جوهريًا بين المقاومة والاحتلال في إدارة الحرب؛ فبينما تعتمد المقاومة على إعادة بناء قوتها البشرية وتطوير أسلحتها بموارد ذاتية، يستند الاحتلال إلى جسر جوي من الأسلحة والمعدات القادمة من الولايات المتحدة. لكن المفارقة تكمن في أن (إسرائيل) تواجه أزمة متزايدة في القوة البشرية، خاصة في صفوف قوات الاحتياط، وهو ما قد يشكل مشكلة كبيرة إذا استمرت المواجهات لفترة طويلة.

 

ضغط عسكري

وفقًا للخبير العسكري، العميد إلياس حنا، فإن الهجوم الصاروخي الذي خرج من قطاع غزة باتجاه (تل أبيب)، يعني أن المقاومة جاهزة للتعامل مع عودة (إسرائيل) للقتال، مشيرًا إلى أنها تحاول أيضًا إعادة بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات بالقوة.

وأضاف أن ما تقوم به (إسرائيل) من قصف مكثف وحشد لقوات برية وعودة لمحور نتساريم يمثل اختبارًا لما أصبحت عليه المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقًا لحنا، فإن استهداف (تل أبيب) بعد كل الشهور الطويلة من عدم استهدافها يحمل رسالة من المقاومة إلى (إسرائيل) بأن عليها إعادة حساباتها جيدًا، وهي تتحرك نحو توسيع القتال، كما يمثل ضغطًا عسكريًا بقدر ما هو ضغط سياسي على نتنياهو، وهو أيضًا دليل على أن المقاومة تواصل الربح من خلال عدم الخسارة.

كما أن إطلاق هذه الصواريخ على (تل أبيب) بعد كل هذه الحرب يعني -في رأي حنا- أن المقاومة تمتلك ما يكفي من هذه الصواريخ النوعية، وأن نتنياهو لم يتمكن من القضاء عليها.

تساؤلات حول جدوى الحرب

من جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن استهداف (تل أبيب) أشد وطأة على الإسرائيليين مقارنة بصواريخ "غلاف غزة"، نظرًا لرمزية المدينة ومكانتها السياسية والاقتصادية.

وأضاف جبارين أن هذا الهجوم يثير تساؤلات جوهرية حول جدوى 15 شهرًا من الحرب ضد قطاع غزة، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة كان انتقاميًا أكثر منه استراتيجيًا، ولم يحمل أهدافًا سياسية واضحة.

وشدد على أن الحرب لم تحقق ردعًا حقيقيًا، بدليل استمرار إطلاق الصواريخ، وأن (إسرائيل) تتصرف دون استراتيجية واضحة للأمن القومي، حيث ركزت عملياتها العسكرية على استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والمرافق الحيوية داخل القطاع.

 

 

 

اخبار ذات صلة