فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

المحرَّر المبعد "أبو خليل": غزة جزء من وطني وأهلها ضحوا لأجل حرية الأسرى

...
المحرَّر المبعد "أبو خليل": غزة جزء من وطني وأهلها ضحوا لأجل حرية الأسرى
غزة/ فاطمة حمدان

الإبعاد إلى غزة، كان هذا مصير المحرر وجيه أبو خليل الذي ينحدر من مدينة طولكرم، بعد التحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال صفقة " طوفان الأحرار" بعكس ما أبلغه به الاحتلال بأنه مبعد إلى خارج الوطن، ولذا لا يعد " أبو خليل" ما حدث معه إبعادًا، فـ"غزة" بقعة عزيزة من وطنه فلسطين.

يقول أبو خليل لـ "فلسطين أون لاين": ستبدأ رحلة الإبعاد لدي في اللحظة التي تطأ فيها أقدامي معبر رفح إلى بلد آخر غير فلسطين، أما دون ذلك فأنا بين أهلي، الذين قدموا الغالي والنفيس تمهيدا لحريتي أنا وعدد كبير من الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.

فاليقين بأن الإفراج بات قاب قوسين أو أدنى أصبح راسخا لدى "ابو خليل" منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وهو التاريخ الذي يعده بداية حرية الشعب الفلسطيني وليس الأسرى فقط رغم الألم والتضحيات الجسام.

والمحرر أبو خليل اعتقل للمرة الأولى إداريا في عام ٢٠٠٣ وافرج عنه في العام الذي يليه خلال صفقة تبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، ليعود للعمل المقاوم في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وتبدأ رحلة مطاردة له استمرت لعام ونصف حتى اعتقله الاحتلال في مايو ٢٠٠٦.

خضع لمرحلة قاسية من التحقيق استمرت 123 يوما ثم أوقع الاحتلال بحقه حكما بالسجن " ١٦ مؤبدا و50 عاما"، ليواجه ذلك الحكم بالصبر ثم الثقة بالمقاومة بأنها ستكسر هذا القيد يوما ما رغم كل محاولات الاحتلال لتحطيم معنويات الاسرى، لكنهم يواجهون تلك المحاولات بصبر منقطع النظير.

وانكب أبو خليل على التعليم فاجتاز امتحان الثانوية العامة وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية ثم الماجستير في "تحليل السياسات العامة"، وعن ذلك يقول: "قتلنا الوقت بالتعليم".

ولكن ذلك لا ينفي أن ظروف السجن صعبة للغاية في ظل محاولات الاحتلال لإيصال الأسرى لقناعة بأن انخراطهم في العمل المقاوم كان "خطأ" مزعوما يدفعون ثمنه غاليا، "لكنني كنت سعيدا جدا بأنني قاتلت من أجل قضية وطني وكان حب فلسطين يكبر في قلبي يوما بعد يوم وكلما عانيت أكثر أصبحت مؤمنا بصوابية طريقي أكثر فأكثر".

وفي المعتقل كان اصعب الأحداث على قلب أبو خليل فقدان والدته في العام ٢٠١٦ و الانقسام السياسي الذي حاول الاحتلال بكل السبل نقله لداخل السجون: "حاولوا كثيرا معنا ... رفضنا ذلك بكل قوة حتى استطعنا تجاوز تلك المرحلة والحفاظ على اللحمة بين الأسرى".

ورغم أن رحلة من المعاناة والألم داخل السجون اشتدت لدى الأسرى بعد السابع من أكتوبر حيث قطع الاحتلال تواصلهم مع العالم الخارجي نهائيا الا أن خبر التوقيع على المرحلة الأولى من صفقة التبادل تسلل الي زنازينهن بعد الإفراج عن النساء والأطفال، فأصبح الجميع في ترقب.

وإلى أن حانت لحظة الإفراج حين دخل السجانون إلى الزنازين يخبرون أبو خليل وعدد من الأسرى بأنهم منقولون، وفي سجن النقب طلب من أبو خليل أن يوقع على أمر إبعاده إلى خارج فلسطين فرفض ذلك، فقال له ضابط الشاباك "رح احطك في مصر وأنت دبر حالك".

ولكن سارت الأمور كما تمناها أبو خليل، وكان من الأسرى المحررين مقابل الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود هو و20 آخرون ضمن الدفعة الأولى من ذوي الأحكام العالية وقد أبعد إلى غزة.

يقول: "عند أذان العشاء اعتدوا علينا بالضرب وتركونا نمشي لوحدنا لكيلومتر تقريبا، عندما رأيت الأبراج المصرية قلت للشباب معي نحن في غزة وليس في مصر".

ويكمل: "وجدت نفسي بين اهلي في غزة الذين احتضنونا وآوونا ومن قبل ضحوا كثيرا حتى نلنا حريتنا.. وعجبت من صمودهم وعنفوانهم برغم كل مروا ويمرون به من صعوبات".

المصدر / فلسطين أون لاين