فلسطين أون لاين

ليل دامٍ في غزة.. الاحتلال يمعن في قتل المدنيين

ليل دامٍ في غزة.. الاحتلال يمعن في قتل المدنيين
ليل دامٍ في غزة.. الاحتلال يمعن في قتل المدنيين
فلسطين أون لاين

مع دقات الساعة الثانية وعشر دقائق بعد منتصف الليل، استفاق سكان قطاع غزة، وتحديدًا في مخيم الشاطئ غربي المدينة، على وقع غارات إسرائيلية عنيفة، استخدمت فيها قوات الاحتلال أحزمة نارية كثيفة، هزّت المكان بأكمله.

وبعد انقشاع الغبار وارتفاع صرخات الاستغاثة، ظهرت ملامح مجزرة جديدة أودت بحياة أكثر من 50 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء، من النازحين الذين لجأوا إلى بناية سكنية بعد أن هدمت منازلهم خلال العدوان المستمر على القطاع.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة فجر أمس، في تصعيد خطير أعقب ستين يومًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية-قطرية-مصرية. وكعادته، ضرب الاحتلال عرض الحائط بالاتفاقات، وشنّ عشرات الغارات التي أسفرت عن سقوط نحو 419 شهيدا، بالإضافة إلى مئات المصابين، ليؤكد مجددًا أن استهداف المدنيين أصبح نهجه الأساسي في حربه ضد الفلسطينيين.

استيقظنا على الدمار

على الجانب المقابل من المبنى المستهدف، كان عمر أبو كرش يحاول إزالة الركام الذي غطى منزله نتيجة القصف العنيف.

ويصف أبو كرش لـ "فلسطين أون لاين" المشهد قائلاً: "كنا نائمين حين دوّت أصوات الانفجارات، والغبار ملأ المكان، وصرخات أطفالي تصدح في أرجاء المنزل. بالكاد تمكنا من النزول إلى الطابق الأرضي بعد أن تحطم زجاج النوافذ وسقطت أجزاء من الجدران".

ويكمل عمر، بحزن وألم: "بعد دقائق، أدركنا أن الغارة استهدفت المبنى المجاور، الذي كان يأوي عشرات العائلات النازحة. خلال لحظات، بدأت سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني بالوصول، وانتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض، وغالبيتهم من الأطفال والنساء".

مشهد مروع

فيما وصف محمد المسحال، أحد سكان المنطقة، المشهد بالمروع قائلاً: "الركام ملأ المكان، وأغلق الشارع بالكامل، فيما كانت فرق الإسعاف والدفاع المدني والشبان المتطوعون يعملون على انتشال الجثامين من تحت الأنقاض. لا يمكن وصف حجم الدمار والمأساة، فجلّ الضحايا هم من الأطفال والنساء".

وأضاف المسحال بغضب: "الاحتلال يرتكب مجازر مروعة بحق المدنيين، وسط صمت دولي مخزٍ. نطالب أحرار العالم وشرفاءه بالتحرك الفوري لإنقاذ شعبنا من هذه المجازر المستمرة. ما يحدث في غزة ليس مجرد قصف، بل إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع".

مجزرة بلا مبرر

من جهته، تحدث محمد شبير، أحد سكان الحي، عن حجم الكارثة، مشيرًا إلى أن المبنى المستهدف كان مكونًا من طابقين، وكان يضم نحو 40 شخصًا، جميعهم استشهدوا على الفور.

وأضاف شبير لـ"فلسطين أون لاين": "طائرات الاحتلال أطلقت ثلاثة صواريخ قوية على المبنى، ما أدى إلى تدميره بالكامل، كما تضررت المباني المجاورة، وأصيب العديد من سكانها".

وفي ظل الإمكانيات المحدودة لطواقم الإسعاف والدفاع المدني، استمرت عملية البحث عن ناجين وانتشال الضحايا لساعات وبمعدات بسيطة. وحاولت الفرق انتشال الشهداء من بين الأنقاض، في مشهد يعكس حجم الجريمة التي ارتُكبت بحق هؤلاء المدنيين العزل.

ليست هذه المجزرة الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالجرائم ضد المدنيين، لكنها تكشف مجددًا مدى استهتار الاحتلال بحياة الفلسطينيين، واستمراره في استخدام القوة المفرطة بحقهم دون أي رادع دولي.

اخبار ذات صلة